responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 47


بيّن بطلان هذه القضية بهذا البيان ؛ أي إنّ أبا هريرة راوي الحديث لم يلتق بذي اليدين المروي عنه حتى ينقل عنه ، فإنّه أسلم في السنة السابعة من الهجرة ، ومات ذو الشمالين في السنة الثانية كما قدّمنا ، مضافاً إلى كون ذي اليدين مجهول الحال [1] .
قالوا : لا عيب في ذلك ، فإن أبا هريرة كان كافراً حين وقوع الحدث ثمّ أسلم ، فروى الواقعة أبو هريرة عنه بواسطة أحد الصحابة بأن ذا الشمالين قال كذا وكذا . .
ولكن هذا الجواب غير منسجم مع ما في متن الرواية المنقولة عن أبي هريرة ، فإنّ فيها : « عن أبي هريرة قال : صلَّى بنا رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) إحدى صلاتي العشي قال ابن سيرين سماها أبو هريرة ولكن نسيت فصلَّى بنا ركعتين ثمّ سلم . . » [2] .
وأمّا دعوى الصدوق ( رحمه الله ) بأن ذا اليدين رجل معروف وقد روى عنه المؤالف والمخالف . . إلى آخر كلامه ، فقد أجيب عنها : بأنّه لم يرو عنه أحد من أصحابنا أبداً ، ولم يذكر في كتبنا الرجالية أصلًا ، ولم يصنّف عندهم في الرواة ، وأنّ هذه الرواية التي تعرضت لذكره إنما رويت من طرقنا عن الأئمة ( عليهم السّلام ) بنحو التقية . بل قيل والعهدة على الناقل فإنّي لم أفحص عنه في كتب العامة : إن هذا الرجل غير موجود حتى في تراجم رجال العامة [3] ، ولم توجد رواية كان هو الراوي لها ، فكيف يقول الصدوق



[1] ربما يقال : بأنّ جهالة ذي الشمالين غير مضرة في قبول الحديث ؛ لأنّه لم يكن راوياً للحديث وإنما نقل عنه ما قاله للرسول ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) . فيقال : إن ضرر الجهالة هنا ليس من جهة كونه راوياً أو غير رأو ، بل من حيث إنّه الرجل الوحيد الذي ردَّ على الرسول وفي المسجد كبار الصحابة والهاشميين ، ممّا يوحي إلى أنّه الملتفت في ذلك الجمع لا غيره مع احتمال أنّه أحد الأعراب .
[2] البخاري : الحديث رقم 460 ، كتاب الصلاة .
[3] أمّا الروايات فقد بحثتُ في كتبهم التسعة في الحديث المعتبرة عندهم بواسطة الكمبيوتر فلم أر رواية عنه بهذا العنوان غير هذه الرواية التي نقل فيها أبو هريرة كلامه مع الرسول ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، وأما كتبهم الرجالية فقد وقفت على ذكره في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة : ج 1 ، ص 422 ؛ وج 3 ، ص 33 ، أمّا ما في الأوّل فهو : « الخرباق السلمي ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث عمران بن حسين أنّ رسول اللَّه سلم عن ثلاث ركعات ثم دخل منزله ، فقام إليه رجل يقال له الخرباق ، وروى العقيلي في الضعفاء والطبراني من طريق سعيد بن بشير فذكر حديث السهو ، قال ابن حبان : هو غير ذي اليدين ، وقيل هو هو » . وأمّا ما في الجزء الثالث فهو : « 6041 ، عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن الحارث بن عبد عمرو الخزرجي كذا نسبه ابن الكلبي ، وأبو عمر إلى نضلة بن عمرو فقال : ابن غسان بن سليمان بن مالك بن أفصى ، قال ابن إسحاق : كان يعمل بيديه جميعاً فقيل له ذو اليدين وشهد بدراً واستشهد بها ، وقال أبو عمر : قتل بأحد وزعم أنّه ذو اليدين وليس بذي الشمالين المقتول ببدر ، وجزم ابن حبان بأنّه ذو اليدين وغيره بأنّه ذو الشمالين » . ويمكن أن يوجد ذكره في غير هذا الكتاب إلَّا أنّني اكتفيت بذلك .

47

نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست