نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 33
كما روي عن الإمام الرضا ( عليه السّلام ) في المجلس الحواري الذي عقده المأمون لاجتماع الإمام ( عليه السّلام ) بأصحاب الفكر من جميع الديانات ، فأسكتهم الإمام ( عليه السّلام ) جميعاً ، وإليك مقطع الشاهد من الرواية : « . . فلم يقم أحد إلَّا وقد ألزم حجّته كأنّه قد أُلقم حجراً ، فقام إليه علي بن محمد بن الجهم ، فقال له : يا بن رسول الله ، أتقول بعصمة الأنبياء ؟ قال : بلى . قال : فما تعمل في قوله الله عز وجل * ( وعَصى آدَمُ رَبَّه ) * . . ؟ فقال مولانا الرضا ( عليه السّلام ) : ويحك يا علي ! اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأول كتاب الله برأيك ، فإن الله عز وجل يقول * ( وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَه إِلَّا الله والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) * [1] ؛ أما قوله عز وجل في آدم ( عليه السّلام ) * ( وعَصى آدَمُ رَبَّه فَغَوى ) * ، فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفته في بلاده ، لم يخلقه للجنة ، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل ، فلما أُهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل * ( إِنَّ الله اصْطَفى آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْراهِيمَ وآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) * . . » [2] . ولعل قائلًا يقول : إن هذا الالتزام مخالف للدليل العقلي الدال على عصمة الأنبياء ( عليهم السّلام ) جميعهم من أول أمرهم . فنقول له : إن ملاك عصمة الأنبياء هو أن لا يقع الناس في الشك من أمرهم ، إذ لو كان النّبي يفعل المعاصي في مبدأ أمره بمرأى ومسمع من قومه لما كان لأمره ونهيه تأثير في نفوسهم ، ولحصل لهم الشك في دعوته ، فتبطل الحكمة من نبوته ، وهذا المحذور غير جار على آدم ( عليه السّلام ) في الجنة ؛ لعدم الموضوع حينئذ .
[1] سورة آل عمران : الآية 7 . [2] البحار : ج 11 ، ص 72 ، نقلًا عن الأمالي للصدوق .
33
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي جلد : 1 صفحه : 33