responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 34


فالذي نريد أن نقوله في هذا الوجه هو : أنّ آدم ( عليه السّلام ) لما هبط إلى الأرض كان معصوماً ولم تصدر منه مخالفة لله سبحانه وهو على ظهرها أبداً .
الوجه الثاني : إن النهي الموجه لآدم ( عليه السّلام ) في قوله تبارك وتعالى * ( ولا تَقْرَبا هذِه الشَّجَرَةَ ) * [1] نهي إرشادي [2] لا تكليف فيه ، فلا يراد منه إلَّا أولوية اجتناب القرب من الشجرة ، ويترتّب على عدم الاجتناب الخروج من الجنّة ، وليس مفاد النهي على هذا التفسير الحرمة المولوية الشرعية المستلزمة للجزاء الأُخروي لكي يكون الإقدام على الفعل ذنباً يخلّ بالعصمة .
وأمّا التعبير ب ( عصى ) فالمراد من العصيان مخالفة الأمر المنطبق على الأمر الإرشادي ، ولهذا يقولون : أمرت فلاناً بكذا وكذا من الخير فعصى وخالف ، والحال أن الأمر دلالة على الخير وإرشاد إليه ، ولم يكن ما أمره به واجباً تكليفياً على المأمور بحيث يستحق العقوبة على تركه .
نفي السهو عن النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلم ) وردت عدة من الروايات دلت على وقوع النوم من النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) عن صلاة الفجر في السفر وأنّه قضاها هو وأصحابه بعد ما طلعت عليهم الشمس وفاتهم وقت الأداء . كما أنّ هناك روايات أُخرى رويت من الطرفين الخاصة والعامة دلت على حصول السهو من النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، وقد تمسك بها أبناء العامة لإثبات ذلك ، ما هو رأيكم الشريف في هذه المسألة ؟



[1] سورة البقرة ، الآية 35 .
[2] النهي في خطابات الشارع ربّما يكون نهياً مولوياً فيحمل حكماً بالحرمة أو بالكراهة ، ويعبّر عن الثاني بالنهي التنزيهي أيضاً ، وهذا النحو من النهي هو المقصود غالباً من النواهي الشرعية . وربّما يكون النهي إرشادياً لا يحمل حكماً فيراد منه الإرشاد إلى عدم وجود المصلحة في الفعل المنهي عنه ، وربّما يدرك العقل ذلك بدون وجود النهي ، فلهذا يقال عنه : إرشاد إلى حكم العقل .

34

نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست