responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 123


الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ابنته من عمر فقد ناقش البعض في أصل تحقق هذا الزواج وكتبوا فيه كتباً مستقلة [1] ، وعلى فرض تحقّقه فإنّه من باب التقية وقد عمل الإمام أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) بوظيفته . ويؤيّد ذلك ما ورد عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) بأنّه قال : « ذلك فرج أكرهنا عليه » وعنه ( عليه السّلام ) : ذلك فرج غصبناه [2] ، وأيضاً عنه ( عليه السّلام ) قال : لما خطب إليه قال له أمير المؤمنين إنّها صبية . قال : فلقي العبّاس فقال له : ما لي ، أبي بأس ؟ ! قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك فردّني ؛ أمّا والله لأُعوّرنّ زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ، ولأُقيمن عليه شاهدين بأنّه سرق لأقطعنّ يمينه ! فأتاه العبّاس فأخبره ، وسأله أن يجعل الأمر إليه ، فجعله إليه [3] ، وهذه الأخيرة كالثانية صحيحة سنداً . والله العالم .
الأئمة ( عليهم السلام ) يعلمون الغيب بقدر ما علمهم الله ( عزّ وجلّ ) قال الشيخ المفيد ( رضى الله عنه ) في كتابه الموسوم بأوائل المقالات : وأقول : أن الأئمة من آل محمد ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونه ، وليس ذلك بواجب في صفاتهم ولا شرطاً في إمامتهم ، وإنما أكرمهم الله تعالى به وأعلمهم إياه للطف في طاعتهم والتمسك بإمامتهم ، وليس ذلك بواجب عقلًا ، ولكنه وجب لهم من جهة السماع . فأما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بيّن الفساد ؛ لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد ، وهذا لا يكون إلَّا لله عز وجل ، وعلى قولي هذا جماعة من أهل الإمامة إلَّا من شذ عنهم من المفوضة ومن انتمى إليهم من الغلاة .
أفلا تدل هذه المقالة للشيخ ( قدّس سرّه ) على عدم جواز إطلاق القول عليهم ( عليهم السّلام ) بأنهم



[1] رسالة في خبر تزويج أُم كلثوم من عمر : تأليف العلامة السيد علي الحسيني الميلاني ، وكتاب افهام الأعداء في الخصوم : تأليف العلامة السيد حسين موسوي الهندي .
[2] فروع الكافي : ج 5 ، كتاب النكاح ، باب تزويج أُم كلثوم .
[3] المصدر السابق .

123

نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست