responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 116


أنّ الزهراء ( سلام الله عليها ) لا شغل لها في الليل والنهار إلَّا البكاء ، ولا أتصوّر أنّ الزهراء ( سلام الله عليها ) تبكي حتّى ينزعج أهل المدينة من بكائها ، مع فهمها لقضاء الله وقدره ، وأنّ الصبر من القيم الإسلامية المطلوبة حتّى لو كان الفقيد في مستوى رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) .
فهل كثرة بكاء الزهراء ( سلام الله عليها ) وزين العابدين ( عليه السّلام ) أمر ثابت عند الشيعة أو لا ؟
وهل كان بكاؤهما عاطفيا محضاً أو كان وظيفة يمارسها المعصوم لهدف من الأهداف ؟ وعلى فرض كونه عاطفيّاً فهل يتنافى مع التسليم لقضاء الله وقدره ، خصوصاً مع كون الفقيد هو المصطفى ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ؟
باسمه تعالى ليس المراد ببكاء الزهراء ( سلام الله عليها ) ليلًا ونهاراً استيعاب البكاء لتمام أوقاتها الشريفة ، بل هو كناية عن عدم اختصاصه بوقت دون آخر ، كما أنّ البكاء إظهاراً للرحمة والشفقة لا ينافي التسليم لقضاء الله وقدره ، والصبر عند المصيبة ، فقد بكى النّبي يعقوب ( عليه السّلام ) على فراق ولده يوسف حتى ابيضّت عيناه من الحزن ، كما ذكر في القرآن ، مع كونه نبيّاً معصوماً .
وبكاء الزهراء ( سلام الله عليها ) على أبيها كما كان أمراً وجدانياً لفراق أبيها المصطفى ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) فقد كان إظهاراً لمظلوميتها ومظلوميّة بعلها ( عليه السّلام ) وتنبيها على غصب حقّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) في الخلافة ، وحزناً على المسلمين من انقلاب جملة منهم على أعقابهم ، كما ذكرته الآية المباركة * ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) * بحيث ذهبت إتعاب الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) في تربية بعض المسلمين سدى .
كما أنّ البكاء على الحسين ( عليه السّلام ) من شعائر الله ، لأنّه إظهار للحق الذي من أجله ضحّى الحسين ( عليه السّلام ) بنفسه ، وإنكار للباطل الذي أظهره بنو أُميّة ، ولذلك بكى زين العابدين ( عليه السّلام ) على أبيه مدّة طويلة ، إظهاراً لمظلومية الحسين ( عليه السّلام ) وانتصاراً لأهدافه . ولا يخفى أنّ بكاء الزهراء وزين العابدين ( عليهما السّلام ) فترة طويلة من المسلَّمات عند الشيعة الإماميّة .

116

نام کتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية نویسنده : الميرزا جواد التبريزي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست