نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 310
ولا يبصر . . . ) وترى كيف يناديه لكي يشعره بحرارة العلاقات بين الآباء والأبناء هذه الملاحظة الأولى . وأما الثانية فقوله ( ع ) لم تعبد وقد أنشأها للحاضر أو المستقبل وقد غض البصر عن السنين التي قضاها آزر في الشرك والضلال وهي أسلوب الجب عن الماضي الأسود حينما تريد أن تهدي الضال . والآية 43 ، قال : ( يا أبت إني قد جائني من العلم . . . ) وقد صدر الحوار بكلمة الأبوة التي تحرك المشاعر ) ولكن لا حياة لمن تنادي ( وتلاحظ التواضع في أسلوبه عندما قال له ) إني قد جاءني من العلم ( ولم يقل له إني قد جاءني العلم فالتواضع أمام الغير أول علامات تأسيس البنية التحتية للرضا بك . والآية 44 ، وبها ( يا أبت لا تعبد الشيطان . . . ) وقد صدرها بالأبوة أيضا . ثم نهاه عن عبادة الشيطان في مقابل عبادة الرحمن ، فالرحمن المطلق الرحمة للمؤمن وغيره فكيف تعبد غيره . والآية الأخيرة التي ينهي إبراهيم خطابه بها هي : ( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن . . ) . وأنت معي تلاحظ التكرار في عبارة ( يا أبت ) وما لها من وقع مع تكرارها للذي يحمل قلبا واعيا ويبلغه بأنه يخاف عليه عذاب الرحمن ( يا للعجب ) لم يقل له عذاب الشديد ( كذا ) أو المنتقم وذلك لأن عذاب الرحمن سيكون شديدا لأنه طالما عفا ورحم ، ولذا ورد عن النبي ( ص ) ( إحذر من الحليم إذا غضب ) . هنا انتهى كلام إبراهيم ( ع ) ، ولنستمع إلى كلام آزر ، ولنلاحظ هل كان يحمل روح الحوار البناء أم لا ؟ ففي الآية 46 ، يقول آزر : ( قال
310
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 310