نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 303
علم الدين علم تخصصي ، كعلم الطب مثلا ، بل هو أوسع من الطب وأعمق ، لأنه يشمل أهم المجالات النظرية والعملية التي يحتاجها الإنسان . فلا بد أن يكون فيه خبراء متخصصون يأخذه الناس منهم . وهم عندنا النبي وآله صلى الله عليه وآله . . وفي زمن الفترة والغيبة هم المجتهدون الجامعون للشروط . وهم الذين سميت استنباطهم ( الاجتهاد بالمعنى الأخص ) ويقابله الاجتهاد بالمعنى الأعم ، وهو ما يكتبه الكتاب والمؤلفون في قضايا الفكر الإسلامي والمسائل والمشاكل الإسلامية ، ويقدمونه إلى المسلمين الشيعة على أنه من الإسلام والتشيع . . ولا بأس بهذا الاصطلاح . . لكن لنعبر عن المجتهد بالمعنى الأخص بالمرجع ، وعن غيره بالكاتب أو الخطيب أو المجتهد بالمعنى الأعم . وهنا سؤال أساسي وهو : أن المرجع هو الذي يحدد مجال استنباطه وما يجوز له الاجتهاد فيه وما لا يجوز ، وهل يقدمه إلى الناس على أنه من الدين ، أو أنه احتياط منه . . إلخ . لأن مسألة حدود الاجتهاد مسألة فقهية ، فلا بد أن يجتهد فيها . فمن الذي يحدد مجال الكتابة والخطابة للكاتب أو الخطيب أو المجتهد بالمعنى الأعم ؟ ومن الذي يحدد الأسلوب الذي يقدم به نتاجه للناس ، ومتى يجب عليه أن ينص لهم أن هذا رأيي الشخصي وراجعوا مرجع تقليدكم ، حتى لا يكون تغريرا بهم ، ودعوة منه إلى تقليد نفسه ؟ ! لا بد لنا من القول إن المجتهد هو الذي يحدد ذلك ، لأنه مسألة فقهية . فلا شرعية لكتابات الكاتب وخطابة الخطيب غير المجتهد إلا إذا كانت ضمن الخطوط الجائزة له بفتوى مرجع تقليده .
303
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 303