responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي    جلد : 1  صفحه : 279


تعلمت أنني ما وصلت ( إن وصلت ) إلى طريق الحق بكثرة قراءة الكتب ، ولا عقلية الرجال الفذة ، ولا التفوق في الجدال ، بل لأنني شهدت أهل الحق فأحبهم قلبي . . وعرفت الحق بقلبي قبل أن أعرفه بعقلي . . تأملت في نفسي في مواقف الجدال وعرفت معنى المكابرة وتفطنت حينها أن الغرور هو الزعم بالقدرة على تبصير الغير بالحق ولم تعرفه بعد نفسي ! !
ليتنا فعلا نعلم حقيقة أنفسنا ! ! فمتى ما عرفناها وتعاملنا في حياتنا من منطلق هذه المعرفة كفتنا عن الخطأ والزلل . . ألا يقول الحديث الشريف ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) . . فهل عرفنا أننا لو لم نولد شيعة لكنا غالبا كمن نتهمهم في هذه الساحة بالنواصب ولسخرنا أقلامنا وجهودنا في عكس ما نسخره اليوم ؟
لماذا إذن لا نتواضع للحق قليلا ونعترف أن تبصرنا لما نبصر ليس لنباهة عقولنا ونبوغ أفهامنا ( فمن غيرنا من هو أنبغ منا ) بل لأننا ورثنا ما نحن عليه ؟ لماذا لا نتعامل مع الخلق من هذا المنطلق إذن وتتسع صدورنا أكثر لما يقولون ما دمنا على الحق كما نقول ؟ ! !
وهل عرفنا كيف أن النفس لا تكره شيئا قدر كرهها للانتقاد وتسفيه الرأي ؟ فلماذا إذن لا نطبق هذا في دعوتنا فنترك انتقاد ممارسات وفكر الآخرين لهم ؟ . . ونكتفي بنقد ذاتنا وعيوبنا لأنفسنا ؟ . .
ونترك المساحة المتصلة بيننا للعمل في التعاون والتعارف والتعلم . . وفي نفس الوقت تحبيبهم إلى مذهبنا عن طريق حسن التمثيل لأخلاق أئمتنا عليهم السلام في تعاملهم مع المخالفين ؟
أم هل عرفنا أن النفس لا تدع مجالا للعقل كي يبصر الحق حتى نستجلبها أولا باللطف والمحبة واللين ؟

279

نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست