نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 188
وتعاريف أئمة الإسلام وعلمائه للإمامة أو الخلافة كلها تدور حول الجمع بين زعامة الدين والدنيا ، وأن الإمام يرعاهما ويحوطهما بنظره معا ، وأنه يسوس الدنيا على مقتضى الشرع . . فمن رام فصل الدنيا عن الدين أو السياسة عن الدين أو الدولة عن الدين فقد خالف سبيل المؤمنين ، والله يقول : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا . . فكل الزعامات في الدول الإسلامية قد شاققت الرسول وسلكت سبيل غير المؤمنين ، وخالفوا الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن الحكم لله وحده . . إذا لا بيعة لهؤلاء العاهرين من الولاة الزناة وقتلة العلماء وأولياء الله الصالحين . . رغم أن نصب الإمام عند الإمكان واجب باتفاق مذاهب العلماء قاطبة . . أين من يجتمع ( كذا ) كلمة المسلمين حوله ويتحد ( كذا ) قواهم تحت لوائه وينصرون دين الله في ظل زعامته وخلافته . . ؟ ؟ من هي الجهة التي تحدد شخص الإمام وتعينه . . ؟ ؟ هل جاءت النصوص بتحديد أسماء معينة لتولي هذا المنصب . . ؟ أم هل حددت النصوص الصفات المطلوب توافرها ، وعلى أهل الاختيار أن يبحثوا عمن تتوافر فيه هذه الصفات . . ؟ ؟ فقد ذهب طائفة من أهل السنة أنه لا يصلح لعقد الإمامة إلا للمجتهد المستجمع لشرائط الفتوى وذهب القاضي الباقلاني في عصب من المحققين إلى : أنا لا نشترط بلوغ العاقد مبلغ المجتهدين ، بل يكفي أن تكون ( كذا ) ذا عقل وكيس وفضل ، وتعهد إلى عظائم الأمور ، وبصيرة متقدة بمن يصلح للإمامة . .
188
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 188