نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 152
توازنها واستقرارها أمام فئة مؤمنة قليلة العدد والعدة . . ولكنها سنة الله الماضية ، فقد هزم الروس أمام جنود باعوا النفوس لله وهاجروا الشهوات والملذات ، يأكلون من كلأ الأرض ، ويسكنون كهوف الجبال ، رهبانا في الليل وفرسانا في النهار ، يطلقون الرصاص بصيحة الله أكبر ، ولا يعلو صيحتهم صيحة ! وجعلوا الروس على حال لا يحسدهم عليه أحد . . وما زالت صيحة الله أكبر تدوي ، وما زالت البندقية التي هزمت الروس تعمل بين أيدي فتية مؤمنة وعزيزة بعزة الإسلام ، ومنصورة من الله . والله غالب على أمره ، ومظهر هذا الدين ولو كره الكافرون . . وأمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة مباركة ، لا تدري أولها خير أم آخرها ، كما جاء في معنى الحديث النبوي من رواية ابن عساكر بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أمتي أمة مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها . . فإن قتال العدو فرض على كل مسلم ومسلمة وكما فرض الله الصوم بقوله : كتب عليكم الصيام . . فإنه جل جلاله فرض القتال بقوله : كتب عليكم القتال . . وهو كره لكم . . وقتال العدو عن قريب أو بعيد فرض على كل مسلم ومسلمة . ولا أجد فرضية للجهاد كفرضيتها اليوم بعدما عاث المجرمون الفساد بين عباد الله ، وانتهكوا مقدسات الله وحرمات المسلمين ، وسكنوا ديارهم رغم أنوفهم بقدرة الحكام والسلاطين المارقين الخارجين على الإسلام جهارا ، يقتلون عباد الله المخلصين ليلا ونهارا ، عطلوا حكم الله ، وأجبروا أنفسهم على عباد الله ويظهرون الفساد ويمنعون الخير . .
152
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 152