نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 131
وأخطر ما في كلامك هو نقلك لكلام الشوكاني وإقراره ، وزعمك أن الأدلة تدل عليه وكلام الشوكاني هذا هو من الباطل الذي لا يقبل بحال . وقد قاله في السيل الجرار ونقله صديق حسن في الروضة الندية ، والسيد سابق في فقه السنة ، وكثير ممن كتب في العذر بالجهل . ومن فهم من آية النحل ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا ) من فهم منها أنه يشترط في الكفر انشراح الصدر به ، فقد قال قولا منكرا ، وفهم فهما خاطئا قطعا . فإن هذا الشرط هو في حق المكرهين فقط ، كما هو نص الآية ، فمن أكره على الكفر فقال كلمة الكفر لم يكفر ، إلا أن كان قلبه أثناء الاكراه منشرحا بالكفر راضيا به . ولشيخ الإسلام بيان واضح في هذه المسألة ، وفي تفسير هذه الآية ذكره في كتاب الإيمان في موضعين وفي الصارم المسلول ، ولعلي أنقله لك إن شاء الله . ومن خلطك في هذه المسألة : أنك تستدل لكلام الشوكاني بقصة ذات أنواط ، وأنه لم يكفروا لعدم علمهم ، وبغض النظر عن صحة الاستدلال بالقصة على عذر الجاهل إلا أني أقول : فرق بين العذر بالجهل واشتراط قيام الحجة ، وبين اشتراط انشراح الصدر بالكفر أو قصد القلب ، فإن من أقيمت عليه الحجة ، صار كافرا ، أما صدره وقلبه : فمنهم من يكون راضيا بالكفر شارحا صدره به . ومنهم من يكون غير راض به ، لكن فعل الكفر خوفا على مال أو مشحة بوطن أو استكبارا وعنادا مع كراهيته للكفر ، على أنه لا سبيل إلى معرفة ما في صدره من انشراح أو غيره إلا أن يصرح بلسانه ، فصار المناط المكفر هو قول اللسان ، لا ما في القلب ! !
131
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 131