responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي    جلد : 1  صفحه : 129


أما من أخذ نصا وترك آخر ، فسيقع في تناقضات عجيبة ومفارقات غريبة .
والأدلة على ما تقدم من كلام الشوكاني كثيرة جدا ، أشهرها ما ورد من قصة ( ذات أنواط ) وكيف أن النبي ( ص ) لم يكفر الصحابة الذين طلبوا ما يخالف التوحيد ، وإنما علمهم .
وكذا قصة الرجل الذي قال للنبي : ما شاء الله وشئت يا رسول الله ، وصنع رسول الله ( ص ) معه ما صنع مع أولئك .
وقصة حاطب بن أبي بلتعة لما ( تولى ) كفار مكة ونقل إليهم خبر النبي ، فلم يكفره النبي ( ص ) وإنما استفصل منه ، فلما علم منه إيمانا حقيقيا يخالف فعله الخاطئ الذي صدر منه ، قال له : ( لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم ) .
ومعلوم أنه لو كان كفرا حقيقيا لما غفر له الله سبحانه ، فهو عز شأنه يقول : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
فلعل في هذه الدلالات والبينات ما يوقظ الغفلى من الشباب المسلم الذي أسلس قياده لعاطفته ، دونما تعميق فكر وتحقيق نظر في معرفة " الكفر " في نظر الشرع الحكيم كتابا وسنة ، ولو أننا أردنا الجدل العقلي مع هؤلاء الشباب ، لألزمناهم بتكفير أنفسهم إذ هم - دونما شك - يعيشون تحت ظلال أنظمة الحكم المخالفة لشريعة الله ، ويتعاملون بنقودها ومالها ، ويدفعون لها مستحقات يلزمونهم بها . . . وغير ذلك مما لا يمكن أحدا من أن يقطع صلته بالمجتمع المعاصر الذي يعيش فيه ، فهلا قلنا لهم : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ؟ ؟

129

نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست