نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 128
وكذا الإسلام : يقين وإخلاص ، فالنبي يقول : من قال : لا إله إلا الله صادقا من قلبه - وفي رواية . . . مخلصا من قلبه . . . - دخل الجنة . فطالما أن الدخول في الإسلام عن يقين ، فكذلك الخروج منه عن يقين . وللإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه النافع ( السيل الجرار ) مقالة طيبة في توكيد هذا المعنى وشرحه وبيانه ، لا بد من سياقها ، يقول رحمه الله : " اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ، ودخوله الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار ، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة أن : من قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما هكذا في الصحيح وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما : من دعا رجلا بالكفر أو قال : عدو الله ، وليس بذلك إلا حار عليه . أي رجع . وفي لفظ في الصحيح فقد كفر أحدهما . ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير وقد قال الله عز وجل : ( ولكن من شرح بالكفر صدرا ) فلا بد من شرح الصدر بالكفر ، وطمأنينة القلب به وسكون النفس إليه . فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشر ، لا سيما الجهل بمخالفتها لطريقة الإسلام ، ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر ، ولا اعتبار بلفظ تلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه " ا ه . أقول : هذا هو المنهج المحكم المتين المنضبط الذي به تأتلف الدلائل ولا تختلف ، وعليه تتفق البراهين ولا تفترق .
128
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 128