نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 127
ويستمعون فلا يسمعون المخالفة لأوامر الله سبحانه وتعالى ، فقالوا في أنفسهم لأنفسهم : لا شك أن من كان على هذه الشاكلة فهو كافر ، ومن يعاونه مثله . . وتراهم يوردون تدليلا على مقولاتهم هذه ببعض الآيات أو الأحاديث التي يؤيد ظاهرها - وأخذها بمعزل عن باقي الآيات والأحاديث - ما يرمون إليه من تكفير ، فيغتر بشبهاتهم هذه بعض طيبي القلوب ممن لم يحكموا المنهج الإسلامي في الفهم والتطبيق للوحيين الشريفين : كتاب الله وسنة رسوله ، والأمر كما يقول الإمام الذهبي رحمه الله : القلوب ضعيفة ، والشبه خطافة . فلا تمكنن أخي - رعاك الله - الشبهات من أذنك ، فإنها إذا مرت استقرت ، فتحتال قلبك وتحرفك عن المنهج الوسط الذي وسم الله به هذه الأمة في كتابه العزيز ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) . فلا غلو ولا تقصير ، ولا إفراط ولا تفريط ، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه . وهكذا في هذه المسألة المهمة ، فترى شبابا يجمحون إلى التكفير بأقل شبهة ظنية ، ليس عندهم فيها من الله برهان ، وهذا خطير على دينهم ! فقد قال النبي ( ص ) من قال لأخيه : يا كافر ، فقد باء بها أحدهما . والكفر : الجحود وإعراض القلب ، هذا هو التعريف الشرعي واللغوي الصحيح له ، فمن ظن مجرد فعل ما يقوى على كبيرة التكفير ، فقد أخطأ الصواب .
127
نام کتاب : الانتصار نویسنده : العاملي جلد : 1 صفحه : 127