أضف إلى ذلك أن لجوء إبليس للمبالغة بالقسم ، أو استدراج آدم ( ع ) له للقسم يشعر أنه لم يكن ناسيا لعداوته ، لذا لم يصدقه إلا بعد أن قاسمه بأنه له لمن الناصحين . أما رأي العلامة الطباطبائي ( قده ) بأن النسيان هو نسيان العهد الربوبي فهو رأي غير سديد مخالف لظاهر الآية ولدلالاتها اللغوية . وليس المقام هنا مقام مناقشة ذلك إنما هو مقام إظهار محاولات " الكاتب " الجاهدة والمستميتة لتوجيه مقولات صاحب " من وحي القرآن " وإظهار عدم جرأتها ، بل موافقتها لآراء العلماء الأعلام الأمر الذي لم يوفق إليه رغم استعماله لأساليب اللف والدوران التي يبدو أن له باعا طويلا بها وعلما بمناهجها كما رأيت وسترى . مقولات تجاهلها الكاتب والملفت حصر " الكاتب " لمقولات صاحب " من وحي القرآن " المتعلقة بآدم ( ع ) بما مرّ ، وتجاهله لغيرها من المقولات ، خاصة تلك التي تتعلق بالتعابير والألفاظ التي وصفها العلامة المحقق بأنها : " ليست لغة سليمة ، ولا مقبولة ، مهما حاولنا التبرير ، والتوجيه ، والالتفاف على الكلمات " وبأنها " عبارات تستعمل لأقل الناس وأحطهم . . " [1] . فنتساءل : ما الدافع لتجاهل " الكاتب " قول صاحب " من وحي القرآن " : " { فلا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } الذين يظلمون أنفسهم ويسيئون إليها بالانحراف عن خط المسؤولية في طاعة الله " ؟ ! ! ( 2 ) . وما الدافع لإغفاله عن قوله :
[1] خلفيات ج 1 ص 48 و 49 . ( 1 ) من وحي القرآن ج 10 ص 25 .