responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 94


فيتضح من كل ما تقدم أن قول العلامة المحقق قول سديد ومؤيد ، والتفاتة موفقة تنسجم وتتناسب وسياق الآيات ، ودلالات الألفاظ . .
ومن جهة أخرى فإننا إذا أردنا أن ننحو منحى " الكاتب " في تعليقه على قول العلامة المحقق بقوله : " إذا كان من الطبيعي أن يقبل آدم ( ع ) من إبليس ما أخبره به وكان لا يملك حق تكذيبه ، فلماذا اعتبره الله عاصيا ، أو غاويا ، أو ظالما ، أو ناسيا للعهد ، أو فاقدا للعزم " [1] . فعندئذ نقول له وفق منطقه : إن كان آدم ( ع ) لا عهد له بأساليب اللف والدوران ، والغش ، والخداع . . فلماذا اعتبره الله عاصيا ، غاويا ، ظالما ، ناسيا للعهد ، فاقدا للعزم . ونقول له أيضا : ( ما هكذا تورد يا سعد الإبل ) .
أما قوله : " إن إبليس نفسه ذكر آدم ( ع ) بالنهي الرباني بقوله : { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة . . } فيدل دلالة واضحة على أن آدم ( ع ) لم يكن ناسيا للنهي ، وحتى لو كان ناسيا فإن إبليس . . قد ذكره " [2] فهو قول طريف ، ومن حق العلامة المحقق أن يقول له : " هذه بضاعتنا ردّت إلينا " .
فيتضح مما مر صوابية رأي العلامة المحقق بأن آدم ( ع ) لم ينس ، إنما ترك العمل بالنصيحة لما قاسمه إبليس ، والتارك للعمل بالنصيحة ، والمعرض عنها حاله حال الناسي ، فيصح وصفه بذلك وإن لم يكن في الواقع كذلك ( 3 ) . ونضيف : إن آدم ( ع ) لم يكن ناسيا حقيقة للتحذير الإلهي من إبليس وإنما هو عَمِلَ عمَلَ الناسي ، ولو كان هناك نسيان حقيقي لاكتفى إبليس بإرشادهما إلى الشجرة وتصوير منافعها لهما كذبا . ولكن ذلك لم يحصل .



[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 75 .
[2] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 76 . ( 1 ) راجع خلفيات ج 1 ص 103 .

94

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست