" إن عمل إبليس تركّز على إظهار أن الالتزام بنهي الله وإن كان فيه منفعة كبيرة لأنه يدفع ضررا ، إلا أن تحمّل هذا الضرر بالأكل يجلب منفعة أعظم " [1] . وهو ما أشار إليه العلامة الطباطبائي ( قده ) في شرحه لمعنى الغيّ في قوله تعالى : " وعصى آدم ربه فغوى " حيث قال : " إن الغي خلاف الرشد الذي هو بمعنى إصابة الواقع وهو غير الضلال الذي هو خروج عن الطريق " [2] . فالغيّ هو عدم إصابة الواقع ، وهو ما يتلاءم مع كلام العلامة المحقق ، لأن عمل آدم ( ع ) بكلام إبليس لم يصب به الواقع فلم يحصل فيه منفعة . أما صاحب " من وحي القرآن " فقد اعتبره " انحرافا " بقوله : " لم تكن عملية الهبوط عقوبة لهذا الانحراف عن أوامر الله " [3] والانحراف هو خروج عن الطريق ، أي هو الضلال كما أشار إليه العلامة الطباطبائي ( قده ) . وعليه فإن صاحب " من وحي القرآن " في تفسيره لمعنى الغيّ بحسب رأي العلامة الطباطبائي ( قده ) يعتبر الغيّ ضلالا . فكيف يستقيم بعدما مرّ ادعاء " الكاتب " بأنه لا فرق بين كلام العلامة الطباطبائي ( قده ) وكلام صاحبه . وليخبرنا " الكاتب " عن معنى قول صاحب ( من وحي القرآن ) : " . . من دون أن يشعر أن ذلك يمثل تمردا على الله وعصيانا لإرادته " [4] . ألا يعني
[1] خلفيات ج 1 ص 58 . [2] الميزان ج 15 ص 222 . [3] من وحي القرآن ج 11 ص 187 . [4] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 58 .