ذلك أن آدم ( ع ) قد فعل ما فعل من دون أن يشعر بأن ذلك يمثل تمرّدا على الله وعصيانا لأوامره ولإرادته لكنه في الواقع كذلك ؟ ! . فهل المعصية الإرشادية تمثل تمردا أو عصيانا . . فما بالكم كيف تحكمون ؟ ! ! ونسأل " الكاتب " ومعه صاحب المقولة : أي إرادة لله عصاها وتمرد عليها آدم عليه السلام ؟ ! ! . هل هي الإرادة التكوينية أم الإرادة التشريعية ؟ ! ! . أم أنه سيتحفنا بتقسيم جديد للإرادة الإلهية أيضا ؟ ! ! كأن يقول هناك إرادة إرشادية ! ! وأخرى مولوية ! ! . وعلى أي حال ، فالفرق واضح بين ما ذكره صاحب " من وحي القرآن " وبين كلام العلامة الطباطبائي ( قده ) الذي يعتبر أن المعصية الإرشادية لم تكن ناتجة عن النسيان ، أي أن الأكل من الشجرة لم يكن نتيجة للنسيان ، بل النسيان كان نتيجة للأكل ، لأن النسيان يسببه عيش الإنسان في الدنيا وهي دار الغفلة ، ولا يتم تجنبه إلا بالتوبة والتقرب إلى الله فهو ( قده ) يقول : " ومن هنا تحدث إن كنت ذا فطانة أن الشجرة كانت شجرة في اقترابها تعب الحياة الدنيا وشقائها وهو أن يعيش الإنسان في الدنيا ناسيا لربه غافلا عن مقامه ، وأن آدم ( ع ) كأنه أراد أن يجمع بينها وبين الميثاق ، ووقع في تعب الحياة الدنيا ، ثم تدورك له ذلك بالتوبة " [1] . ومعنى كلامه ( قده ) أن آدم ( ع ) أراد أن يجمع بين الميثاق والخلود الذي يسببه الأكل من الشجرة كما أقسم له عليه إبليس . لكن الأكل أدى إلى الهبوط إلى الدنيا وهي دار الغفلة التي تقتضي نسيان الميثاق ، ما لم يتقرب الإنسان إلى الله . .