أما قول صاحب " من وحي القرآن " : أن آدم نسي تحذير الله لهما بالإقتراب من الشجرة فهو قول ساذج ( بالمعنى المصطلح المستعمل مع نبي الله آدم عليه السلام ) . والعلامة الطباطبائي ( قده ) لم يضعفه - كما ذكر الكاتب [1] - بل رفضه رفضا قاطعا وقال : إنه غير صحيح [2] إذ كيف نسيا تحذير الله لهما وقد ذكره إبليس أمامهما كما في قوله تعالى : { فوسوس لهما الشيطان وقال : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين . . } ولنفترض أن النسيان بمعنى الغفلة ، فهل هذا يبرر كل هذا التهويل بتلك العبارات من مثل : " أطبقت عليهما الغفلة عن مواقع الله ونهيه " [3] . وهل غفلا عن مواقع بالجملة ! ! أم عن موقع واحد بحسب الفرض ؟ ! ! و " استسلم لأحلامه الخيالية . . " [4] . فهل هذا من آداب الحديث عن الأنبياء ؟ ! ! أضف إلى ذلك أن النسيان لو كان يتعلق بالنهي ، فإن إبليس كان سيكتفي بإرشادهما إلى الشجرة ودعوتهما للأكل منها ما داما نسيا هذا التحذير . . إلا أن ذلك لم يحصل ، بل هو ذكر النهي أمامهما ولذلك عمد لعنه الله إلى الإغواء ( الإغواء المقابل للرشد ) بأن الأكل من الشجرة فيه منفعة كبيرة ، وهو ما يتوافق مع كلام العلامة المحقق الذي قال :
[1] راجع : مراجعات في عصمة الأنبياء ص 49 . [2] راجع : الميزان ج 1 ص 128 . [3] من وحي القرآن ج 1 . ص 31 . [4] من وحي القرآن ج 10 ص 31 .