بولده ابن الخامسة عشرة الذي يبدو أنه يلجأ إليه عادة في مثل هذه الموارد ! ! . ثم ، ألم يقل العلامة الطباطبائي ( قده ) : إن هذه القضية تشريعية ، وكأنه بذلك يشير إلى أنها ليست قضية عقلية لتجري فيها قاعدة التحسين والتقبيح العقليين وبالتالي فهي نظيفة ما دامت كذلك . ونتساءل : كيف عرف صاحب هذه المقولات أنه عندما صار هناك أبناء عم وأبناء خال أصبحت هناك علاقات طبيعية ليأتي التحريم بعد ذلك ؟ ! . علما أن العلاقات الطبيعية لا ترتبط بوجودهم ؛ لأن وجودهم لا يمنع تلك الأحاسيس من أن تعّبر عن نفسها بين الإخوة والأخوات وبين الوالد وابنته والأم وولدها ما دامت تشريعية . وإذا غضضنا النظر عن القضية المتعلقة بالأب والأم وأحاسيسهما الجنسية تجاه أولادهما ، كان ينبغي أن يقول : عندما صار هناك أبناء عم وأبناء خال وخالة ، أصبح بالإمكان تحريم ذلك ، ليصبح هناك علاقات طبيعية . ( المقصود بالطبيعية ما يقابل الاستثنائية فاقتضى التنويه منعا للإلتباس ) . ولا نعتقد أن صاحب " من وحي القرآن " قصد بالطبيعية هذا المعنى ، وإلا كان ينبغي عليه نصب قرينه تدل على ذلك . هذا مع أنه قد تحدث عن العلاقات الطبيعية قبل التحريم ، حيث قال : إن التحريم جاء بعد ذلك . وهذا نص كلامه : " لذلك ، فالله سبحانه وتعالى بعد أن صار هناك أبناء عم وأبناء خال وخالة ، أي عندما امتد التناسل وأصبحت هناك علاقات طبيعية حرّم الله ذلك . . " [1] . فيتضح أن الحديث عن العلاقات الطبيعية إن كان بعد التحريم ، فيقصد به ما يقابل العلاقات الاستثنائية قبله .