الرحمة أو العطوفة " على حدّ تعبير الطباطبائي ، وبين قولنا : " الاستسلام للمشاعر العاطفية " على حد تعبير ( السيد ) [1] . ونجيب : إن الفرق شاسع بين هذين القولين ، ولكن لا يدركه إلا من كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ، خلاصته : 1 - إن قول الطباطبائي : " تهييج الرحمة والعطوفة " هي إشارة إلى فعل أحد الخصمين ، ولم يشر الطباطبائي إلى استسلام داود ( ع ) إلى ذلك . بينما حديث صاحب " من وحي القرآن " هو وصف لحال داود ( ع ) الذي استسلم بحسب قول ( السيد ) لهذا الفعل من " التهييج " للرحمة والعطوفة . 2 - إن صاحب " الميزان " لم يعتبر أن داود ( ع ) حكم وفق مشاعره التي هيّجها أحد الخصمين حكما نهائيا ، بل حكما تقديريا ، والحكم التقديري مفاده أنه لو صحّ قول الخصم الأول فإنه يكون قد ظلمه بسؤال نعجته إلى نعاجه ، وبمعنى آخر إن مفاد الحكم التقديري هو القضية الشرطية والذي يتوقف فيها صحة الحكم على صحة الشرط . وعليه فلا يضرّه عدم الاستماع إلى الطرف الآخر وإنما المشكلة تكمن في الحكم النهائي مع عدم الاستماع . أما صاحب " من وحي القرآن " فقد اعتبره حكما نهائيا لا تقديريا نابع عن " الاستسلام " " للمشاعر العاطفية " . الدعاوى الفارغة إن " الكاتب " لا يتوقف عن القيام بدعاوى عريضة ، لكنها فارغة من أي دليل . . وذلك من قبيل ما ادعاه من قول : بأن " داود ( ع ) استعجل في الحكم لتأثره العاطفي ، ليس جديدا في عالم التفسير . . بل إن القصّة كلها قائمة على