القتل على حد تعبير الطوسي والطبرسي ، أو من الذاهبين على أن الوكزة تأتي على النفس ، أو أن المدافعة تفضي إلى القتل على حد تعبير الشريف المرتضى " [1] . وكلام هؤلاء الأعلام هذا لا غبار عليه ، وأنهم يقصدون بالضلال هذا المعنى . ولكن هل هذا عين ما قصده صاحب " من وحي القرآن " ؟ الجواب : لا ، لأن كلامه صريح وواضح بأن موسى ( ع ) اعتبر نفسه أنه من " الجاهلين بالنتائج السلبية التي تترتب علي فيما أدى إلى أكثر من مشكلة اعترضت حياتي ، وأبعدتني عن أهلي وبلدي " [2] . وهذا نص واضح من صاحب " الوحي " تحدث فيه عن النتائج السلبية المترتبة على عملية القتل نفسها ، لا عن مقدار ما ينتج عن الوكزة هل هو جرح أو قتل أو لا جرح ولا قتل ، وذلك بشهادة قوله " التي تترتب علي " ولو كان رأيه كرأي الأعلام لكان ينبغي عليه القول : : بالنتائج السلبية التي تترتب على الضرب أو الوكز . . . وبذلك يظهر أن ما أشكله العلامة المحقق كان في محله ، كما يظهر أيضا الفرق بين كلام صاحب " من وحي القرآن " الذي فسّر الضلال بمعنى " الجهل " بالنتائج السلبية المترتبة على القتل ، وبين كلام أعلام التفسير الذين فسّروا الضلال بمعنى " الجهل " بكون الضربة ستؤدي إلى القتل . ولأن نص صاحب " من وحي القرآن " الذي ورد في ( الجزء 17 صفحة 108 ) واضح الدلالة والمعنى عمد " الكاتب " لإثبات مدعاه في تطابق كلام صاحبه مع كلام الأعلام ، وبالتالي حل الإشكال ، للقفز فوق مئتين وثلاث صفحات ( 203 صفحات ) بقدرة قادر ، وبمقتضى ولايته التكوينية على كتاب " من وحي القرآن " حيث طويت له هذه الصفحات لينتقل إلى صفحة ثلاثمائة
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 257 و 258 . [2] من وحي القرآن ج 17 ص 108 .