responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 372


وعجيب أمره ، كيف جعل من يستعرض الآراء ثم " يعطي رأيه النهائي " كمن يحتمل ويرجح ، ثم يقدم المبررات التي دفعته للإحتمال والترجيح ؟ ! ! .
والأغرب والأعجب من ذلك ، هو كيف جعل من يتحدث عن آراء وأقوال كمن يتحدث عن احتمالات وترجيحات ؟ ! ! .
وكأنه لا يعرف الفرق بين أن يعبر المرء بعبارات مثل " آراء " و " أقوال " وغيرها وبين أن يتحدث عن " احتمالات " و " وترجيحات " .
ولو أضفى " الكاتب " على شاهده هذا بعض النزاهة والأمانة والأخلاقيات النقدية التي ينادي بها ، لارتد بصيرا وشهد عندها شهادة حق لا تخفى حتى على من هو أضل سبيلا . .
استيحاء طريف هذا وقد لفت نظري أثناء مراجعتي لتفسير الآيات مورد البحث ، استيحاء طريف لصاحب " من وحي القرآن " ، الذي علق بعد وصوله إلى قوله تعالى : { فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه } بقوله :
" لينتصر له في معركة جديدة مع شخص آخر من الأقباط . . ولم يستجب موسى له ، فقد استوعب التجربة السابقة واحتوى نتائجها في فكره وشعوره . . فقد لا يكون المستغيث دائما مظلوما ، بل قد يكون صاحب مشاكل يتحرك في عملية الإثارة للنزاع والخلاف على أساس حدة طبعه أو رغبته في العدوان . . فكيف يمكن له أن يستجيب له . . وإذا كان موسى قد اندفع سابقا للانتصار له ، فليس ذلك من موقع الإنتصار للقريب ، بل من موقع الإعتقاد بأنه مظلوم من قبل القبطي انطلاقا من دراسة طبيعة الأشياء في موازين القوة التي توحي بأن القبطي في مركز القوة ، والإسرائيلي في مركز الضعف . . ولكن المسألة الآن هي أن صاحبه يدخل في خلاف جديد . . مما يوحي بأنه رجل يتعمد المشاكسة مع الآخرين . . وقد يكون انتصار موسى له أغراه في ذلك . . " قال له موسى إنك لغوي مبين " فإنك لا تسلك طريق الرشد الذي يفرض على الإنسان أن يحل الأمور بالتي هي أحسن ، بعيدا عن العنف ، أو أن يبتعد عن الدخول في القضايا التي تثير الخلاف من حوله " فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما " ليدفعه عن

372

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست