صاحبه ، لينهي المعركة بسلام ، أو ليواجه عدوانه بطريق القوة ، بعد أن امتنع عن الابتعاد عنه " [1] . هذا النص يحوي جملة من " الإستيحاءات " الطريفة نشير إلى بعضها : 1 - من أين استوحى صاحب " من وحي القرآن " أن موسى ( ع ) أراد أن يدفع القبطي عن صاحبه لينهي المعركة بسلام ، مع أن الآية ظاهرة بأن الدفع إنما كان " بالبطش " ، أي " بالضرب بقوة وسطوة " كما في القاموس المحيط . 2 - كيف يوفق بين حديثه عن أن موسى ( ع ) لم يستجب له لأنه استوعب التجربة السابقة ، وبين التدخل من جديد ليبطش بالذي هو عدو لهما ؟ ! . 3 - وكيف يكون موسى ( ع ) في تدخله السابق قد أغرى الإسرائيلي بتعمد المشاكسة ، ومع ذلك يتدخل موسى ( ع ) من جديد لمساعدته ؟ ! . 4 - كيف يمكن الموازنة بين كل ما ذكره ، من أن المستغيث قد لا يكون دائما مظلوما ، وأنه قد يتحرك على أساس حدّة الطبع ورغبة العدوان ، وبالتالي فإن من كان هذا شأنه لا يمكن أن تدافع عنه ، وأن المدافعة السابقة عنه ، إنما كانت من موقع اعتقاد موسى ( ع ) بأنه مظلوم من قبل القبطي ، وأن المسألة الآن ودخوله في عراك يوحي بأنه رجل يعتمد المشاكسة ، كيف يمكن الموازنة بين كل ذلك وبين قيام موسى ( ع ) بالدفاع عنه من جديد ، وربما بطريقة أشد من الأولى وأعنف ، التي عبر القرآن عنها بلفظ " وكز " وهي الضرب ، وقيل الضرب مع قبض الكف ، بل قيل أنها و " اللكز " مترادفان ، وهي على أي حال خالية من إشارة إلى عنف الضربة أو خفتها ، وإن كان المتبادر منها أنها خصوص الضرب الخفيف ، أما في الثانية فقد عبر القرآن عنها " بالبطش " ، وهو الضرب القوي كما أسلفنا . الهروب إلى الأمام إن من جملة الإشكالات التي طرحها العلامة المحقق على صاحب " من