مع رأي العلامة الطباطبائي ( قده ) بل هو متنافر معه ، ويلزم منه أن يكون رأي " السيد " يطابق كلام " الأعلام " فهو بالتالي بعيد عن السياق والظهور وفق رأي الطباطبائي ( قده ) ، لكن " الكاتب " يقول أنه عينه ، إذن لا يمكن أن يكون رأي " السيد " مطابق لكلام الأعلام ، بل بينهما تنافر ، لأنه يعتبر أن رأيهم تبعا للعلامة الطباطبائي ( قده ) ، بعيد عن الظهور والسياق . ثم إن الكاتب لم يقتصر في تهافته عند هذا الحد ، بل تجاوزه إلى آخر لا يخلو من افتراء واضح وفاضح على العلامة الطبرسي ( قده ) . فلنقرأ هذا النص " للكاتب " بتمهّل وإمعان حيث يقول : " ذكر الشيخ الطبرسي ( قده ) في " مجمع البيان " الوجوه الأربعة الآنفة الذكر ، ثم ذكر الوجه الخامس الذي يتلاءم مع الظهور ، عن أبي مسلم ، وهو : " أنه ( ع ) أنكر على هارون ( ع ) ما بينه في سورة " طه " قوله : { ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألاّ تتّبعن } الآية ، ولا يخفى أن العلامة الطبرسي ( قده ) يقبل بالوجه الخامس ويرتضيه ، بل إنه ذهب إليه في تفسيره لآيات سورة " طه " لملائمته الظهور ، حيث يتساءل في تفسيره لقوله : { أفعصيت أمري } [1] : " متى قيل أن الظاهر يقتضي أن موسى كان أمره باللحاق به ، فعصى هارون أمره ؟ " . يجيب الطبرسي ( قده ) عن هذا السؤال بقوله : " قلنا يجوز أن يكون أمره بذلك بشرط المصلحة ، ورأى هارون الإقامة أصلح ، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب . ( مجمع البيان / 7 - 8 / 43 ) " [1] . هذا ما ذكره " الكاتب " بالحرف الواحد عن رأي الشيخ الطبرسي ( قده ) وقبل أن نشير إلى وجه التهافت لا بد من الإشارة إلى عدّة أمور : 1 - إن عبارة : " ثم ذكر الوجه الخامس الذي يتلائم مع الظهور " هي عبارة " الكاتب " أي أن الشيخ الطبرسي ( قده ) لم يقل أن هذا الوجه يتلائم مع الظهور .
[1] سورة طه / الآية 93 . [1] مراجعات في عصمة الأنبياء ص 228 و 229 .