لكن " الكاتب " لم ينته عند هذا الحد في ادعاء التطابق بين قول " السيد " وقول " الأعلام " ، فها هو يختم بالقول : " ينبغي أولا أن تضعوا أصابعكم الشريفة على جراحات المفسرين النازفة منذ الشريف المرتضى ، والطوسي ، والطبرسي ، وحتى مغنية ، والطباطبائي ، ومكارم الشيرازي ، الذين ذهبوا إلى ما ذهب إليه " السيد " من مقولات ، وتبنوا ما تبنّاه من آراء ، وأقوال ، وتفسيرات " [1] . وأخيرا نطق وصرّح بأسماء هؤلاء الأعلام الذين منهم المرتضى ( قده ) ، والطوسي ( قده ) والطبرسي ( قده ) والشيرازي . وبعد ما مرّ ، وبعد أن اتضح هذا الادعاء ، فلنر إلى أي مدى كان " الكاتب " منسجما مع ما ذكره في أماكن أخرى من بحثه هذا . يقول " الكاتب " : " وكما هو معروف في عالم التفسير ، فإن الوجوه التي ذكرتموها في تأويل غضب موسى ( ع ) أربعة . . " [2] . ثم يستعرض هذه الوجوه الأربعة التي ذكرناها فيما مرّ عن الطوسي ( قده ) والطبرسي ( قده ) والمرتضى ( قده ) ، لكن " الكاتب الحذق " بعد أن استعرضها علّق عليها قائلا وبصوت ملؤه الثقة : " ومن دون شك أن هذه الوجوه الأربعة بعيدة عن الظهور والسياق ( ! ! ! ) . . ولهذا صرّح بعض المفسرين بذلك ، كالعلامة الطباطبائي . . " [3] . نعود لنستحضر قول " الكاتب " الذي أشرنا إلى ضرورة حفظه وهو وصفه لرأي " السيد " بأنه " هو بعينه ما قاله الطباطبائي وغيره من الأعلام " فنسأل : كيف يمكن الجمع بين القول بأن رأي " السيد " يوافق ما قاله الأعلام ، في الوقت الذي يرى فيه الطباطبائي ( قده ) وكما يدعي الكاتب : أن ما قاله الأعلام بعيد عن الظهور والسياق ؟ ، فإن ذلك يعني عدم تطابق رأي الأعلام
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 237 . [2] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 226 . [3] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 227 .