responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 265


يجعلنا نشعر بالعذاب الذي كان يعيشه يوسف في مقاومته لإغراء هذه المرأة . . " [1] . فأي حصار هذا الذي لم يعد يستطيع معه نبي الله يوسف ( ع ) أن ينسى ، بل يتناسى ، أي أن يفعل فعل الناسي ، أو أن يتظاهر بالنسيان على اعتبار أنه استنفذ كل طاقاته ، مع ما رافق ذلك من عذاب ومقاومة من جرّاء إغراء هذه المرأة ؟ !
ومَن مِن العلماء الأعلام لا سيما منهم المرتضى ، والطوسي ، والطبرسي ، والطباطبائي يتحدث عن الأنبياء ويعالج قصصهم ويتعامل مع الآيات القرآنية بهذه الطريقة والأسلوب الذي لا يليق بكتاب الله وأنبيائه ؟ ! !
على أن الله قد أخبرنا عن قول يوسف ( ع ) لتلك المرأة : { معاذ الله } مباشرة بعد قول امرأة العزيز : { هيت لك } مما يدل على أن يوسف ( ع ) كان قد حسم الموقف من البداية ولاذ بالله واستعاذ به ، فمن أين جاءت كل هذه التخيلات والأوهام التي يحلو للبعض أن يطلق عليها أنها " من وحي القرآن " .
إن هذه الطريقة في التعامل مع كتاب الله وأنبيائه ، والأسلوب في معالجة قصصهم ، والمبالغة في وصف الموقف باستخدام صور ومفردات ك‌ : الطوق والحصار والعذاب الذي كان يعيشه هذا النبي ، والممانعة فيما بين قوى النفس ، واستنفاذ الطاقات في المقاومة التي تصور البطل أسطورة مثخنة بالجراح ، ومرهقة من التعب وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وتبالغ في حجم العدو وقدراته وطاقاته التي لا تقهر ، إلى ما هنالك من صور ومفردات وحالات خاصة واستثنائية .
إن هذه الطريقة أو الأسلوب - قد يصلح لسيناريو في فيلم سينمائي أو لقصة روائية أو لملحمة أدبية أو شعرية ، إلا أنه لا يصلح ولا يليق التعامل به في تفسير كتاب الله وآياته ، وفي معالجة قصص الأنبياء ( ع ) ؛ لأن عظمة هؤلاء



[1] دنيا الشباب ص 36 .

265

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست