النهج الخطير وظهر لك أن هذه المقولات ما هي إلا " ثمرة " من ثمرات هذا النهج ، وهنا بيت القصيد الذي لا ينبغي تجاهله . وهو - أي صاحب هذا النهج - وإن ضمّن كلامه جملا توحي بعكس الظاهر من عباراته التي هي موضع الإشكال كقوله : " إنها لحظة من لحظات الإحساس عبّرت عن نفسها ، ثم ضاعت وتلاشت " فإن هذه الجملة بضميمة ما سبقها وما لحقها من عبارات توضح المقصود ، وكأن اللحظة لا تحرّك ساكنا في ميزان الزمن المتحرك ، ولا وزن لها في ميزان العصمة الثابت أو كقوله : " إن يوسف ( ع ) لم يتحرّك خطوة واحدة نحو الممارسة " وكأن كل ما يسبق الممارسة لا سيما مما أتحفنا به من " إفرازات " و " تقلّصات " . . لا مدخلية له في الممارسة هذا فضلا عن موضوع العصمة . . وكعادته يسعى " الكاتب " بما تيسّر له من وسائل وأساليب إلى التقاط " شواهد " و " أدلة " وانتقاء بعض العبارات من كتب العلماء الأعلام ليوحي بها بأن " موكله " لم يأت بشيء جديد في عالم التفسير ، فقد سبقه إلى ذلك كثيرون . . . إلى آخر المعزوفة . . ويا ليته ترك هذه العبارات " الشواهد " و " الأدلة " على حالها بل هو قد أمعن في تقطيع أوصالها وتمزيقها وتحريفها لتنسجم مع ما ذهب إليه " موكله " من مقولات " جريئة " و " شاذة " وصف بها أنبياء الله بأوصاف لا يرضى أن يتصف بها أقل الناس وأحطهم . . فإلى ما هنالك مما أتحفنا به هذا " الكاتب " في هذا الفصل . التجاهل من جديد إن المطالع لما دوّنه " الكاتب " في وقفته هذه يجده قد حصر وركّز كلامه على موضوعين : الأول : مقولة " الميل الطبعي " . الثاني : مقولة " العزم " الواردة في شريط مسجل . وكعادته ، عمد إلى تجاهل المقولات التي أشكل عليها العلامة المحقق .