responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 262


فمن الواضح أن " الكاتب " بات أسيرا لهذا المنهج الذي لم يعد يملك أمامه من أمره شيئا ، كيف وقد رسمته هذه الدواعي ، ورفعت قواعده تلك الوسائل ، وأسست بنيانه تلك الغايات على شفا جُرُفٍ هارٍ سرعان ما يتصدّع وينهار ويسقط أمام الحقائق الثابتة ، والبراهين الساطعة والوقائع التي لا يمكن إنكارها ، ولا ينفع " الكاتب " دس رأسه في التراب . .
والمشكلة مع هذا " الكاتب " أنه في كل مرّة يمارس فيها دور " محامي الدفاع " عن صاحب " من وحي القرآن " ، يأتي " بشواهد " و " أدلة " من كتب العلماء الأعلام الذين ينسب إليهم ما هم منه براء ظنا منه أنه بذلك يدين صاحب كتاب " خلفيات " وهو في الحقيقة ، إنما يدين نبي الله يوسف ( ع ) والأنبياء ، لا لغاية إلا للدفاع عن " موكله " ، رغم اطلاعه الواسع على النصوص المتضمنة لمقولاته الخطيرة التي صدّرنا بها هذا الفصل - هذه النصوص - التي حرّك فيها صاحبها المشاعر والأحاسيس الباطنية والظاهرية والنفسية والجسدية لهذا النبي المخلَص ، مرة بشكل عفوي لا شعوري ، ومرة بشكل طبيعي أو طبعي شعوري . . حتى أنه أسال لعابه ، وأفقده السيطرة على شهواته فبات غير قادر على تناسي ما يعاني منه من آلام وعذابات وضغوطات وإغراءات تلك المرأة والجو الجنسي . . كل ذلك تحت عنوان " الميل الطبعي " وقد وصل به الأمر إلى أن جعل من جسد هذا النبي المخلص مرتعا للشيطان نتيجة ما أسماه : " الجو " الجنسي الضاغط و " الإنجذاب " نحو الحرام . . رغم علمه بأن لا سلطة للشيطان على عباد الله المخلصين الذين استثناهم من دائرة الغواية { لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين } وإمعانا في بيان تأثره بهذا " الجو " الضاغط و " الانجذاب " نحو الحرام لم يتورّع عن الحديث عن " تقلّصات " و " إفرازات جسدية " لتوضيح الفكرة وشرحها .
وإذا ما أضفت إلى ذلك كله ، ما جادت به قريحته ، وأتحفنا به يراعه ، من عبارات ومفردات ، رسم بها حدود النبوّة مما اطلعت عليه فيما مرّ من فصول لم يستثن بها أحدا من الأنبياء ، بما فيهم نبي الله يوسف ( ع ) الذي يشترك معهم فيها من حيث كونه نبيا - إذا ما أضفت هذا إلى ذلك - تجلّى لك

262

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست