ومهما يكن من أمر ، فقد بدأ ذلك " البعض " بالتحرك ، وذلك بتحريك بعض " الدمى " دون أن يظهر هو إلى العلن ، لأسباب لا تخفى . ومن الواضح أن المطلوب كان في ذلك الوقت ، بالنسبة إليهم ، هو الإكثار ما أمكن من حجم الردود لأهداف واضحة . وهكذا بدأت مرحلة جديدة في مواجهة تلك المقولات . المذهب مرمى للسهام لم تمر أشهر قليلة على صدور كتاب " مأساة الزهراء ( ع ) " حتى صدرت " باكورة " أعمال " البعض " الانتقامية فصدر أول كتاب [1] سمته الرئيسية أنه يقطر " خبثا " وكل إناء بالذي فيه ينضح ، لكن هذا " الخبث " لم يتوجه نحو العلامة المحقق ، لأن هؤلاء قد وجهوا سهامهم نحو المذهب وأعلامه ، وعملوا على تخريب آرائهم وتزييفها وتحريفها ، ثم أضافوا الاتهام إلى شخص العلامة المحقق ، بأنه يقطع النصوص ويحرّف الكلم عن مواضعه . وفي نفس الوقت الذي كان يعمل هذا الكاتب على كتابه ، كان يعمل كاتب آخر متسرّع على مسودة كتاب سمته الأساسية " السذاجة " ، قام بتوزيعها على بعض الأوساط العلمية بعد طباعتها وتصويرها على ورق من الحجم الوسط . ولم تمض أيام حتى أصدر متطفل ثالث كتابا آخر سمته الأساسية " الحماقة " نظرا لما ارتكبه من تحريف سافر لا يخفى حتى على الأعمى [2] . وكالعادة ، فقد كانت الحجج ترتكز على أن " البعض " لا يقصد ما يُفهم من كلامه ، وأن ما يقال عنه ما هو إلا فهم خاطئ .
[1] هو كتاب " هوامش نقدية " لمؤلفه محمد الحسيني ، وقد تكفلت شخصيا بالرد عليه ، ونظرا لما كان يحويه فقد أسميته كتاب " الفضيحة " . [2] وهو كتاب " مأساة كتاب المأساة " للمدعو نجيب نور الدين وقد قام فضيلة الشيخ القطيفي بالرد عليه في كتاب أسماه " جاء الحق "