هؤلاء تأييدهم لما جاء في هذا الكتاب ، وباركوا وأثنوا على مؤلفه عبر رسائل نشر بعضها ، كما أعلنوا في بيانات وتصريحات موقفهم السلبي من صاحب تلك المقولات نشرت أيضا في حينه ، وجمع بعضها في كتاب " الحوزة العلمية تدين الانحراف " الذي طبع أكثر من مرة . وعلى كل حال ، فتلك الردود أشهر من أن نشير إليها . وفي المقلب الآخر ، كيف استقبل مناصرو " البعض " هذا الكتاب ؟ ! ! إن المتأمل في ردود فعل هؤلاء لا يشك لحظة واحدة في أنهم قد تزعزعت أركانهم ، وزاغت أبصارهم ، وظنوا بالله الظنون ، وكأن الموت قد أقبل إليهم ، فحق قول الله عليهم : { يجادلونك في الحق بعدما تبين ، كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } ( الأنفال الآية 6 ) لا لشيء إلا لخوفهم من الحق وأهله ، ولا غرابة فإن الحق لا يوافق نفوس قوم أفسدت الدنيا قرائحهم بأمراض باطنية أعيت أطباء النفوس عن علاجها } فإن يروا كل آية لا يؤمنون بها { ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور } ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى بل أضل سبيلا } . وهكذا ، استقبل مؤيدو " البعض " ومريدوه كتاب : " مأساة الزهراء ( ع ) " بالاستياء لأنه أتاهم من حيث لا يتوقعون ، لا سيما وأن الناقد هذه المرة ليس شخصا عاديا . ولعل أكثر عناصر الكتاب إثارة هي : مقدمته التي احتوت على بعض القضايا التي كان يجعلها " البعض " أدلة على صحة تشكيكاته وعلاماته الاستفهامية . لكن المتأمل في تلك الأدلة - التشكيكية - يرى أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بشخص مدّعيها ، ولعل ذلك يهدف إلى أمرين : الأول : إضفاء نوع من الحجِّية عليها . الثاني : إعطاؤها نوعا من الحصانة والقداسة بحيث يبدو ناقدها وكأنه يتعرض للمقدسات أو لشخص قائلها .