ثم عمد العلامة المحقق إلى تقديم عرض موجز لتفسير الآيات " دون أن يكون ثمة أي محذور عقائدي " [1] ، كما قال ، ثم ذكر أن : " من الواضح أن نسبة النسيان وبهذا المعنى إلى موسى تعني نفي العصمة عنه من هذه الجهة كما أن موسى لم ينكث العهد " [2] . فالعلامة المحقق دقيق ، لم يدع أن من يفسّر معنى النسيان بأنه ما يقابل التذكر يقول بنفي العصمة مطلقا ، إنما هو نفي لها من هذه الجهة ، أي جهة النسيان . إذ من المعلوم أن علماء الإمامية يعتبرون أن من الموارد التي تشملها العصمة هي النسيان . و ( السيد ) فضل الله نفسه يدّعي القول بالعصمة على جميع المستويات رغم أنه ينسب إليهم ما ينسب مما لا يبقي من العصمة شئ . وعلى أي حال ، فمن ينسب إليهم النسيان ينفي العصمة عنهم من هذه الجهة وسيأتي تفصيل ذلك بعد قليل . وليلاحظ القارئ الكريم استنكار العلامة المحقق على صاحب " من وحي القرآن " اعتباره أن موسى ( ع ) قد نكث بالعهد ، هذا التعبير الذي جعله العلامة المحقق في أول العناوين المشكلة التي وضعها فراجع [3] . لكن " الكاتب " ، وكما هو ديدنه ، عمد إلى تجاهل هذا التعبير وتعامى عن هذه المقولة بل تهرب منها رغم كونها مورد الإشكال . وليخبرنا " الكاتب " هل وصف موسى ( ع ) بأنه نكث بالعهد - ولا يخفى شناعة وفظاعة هذا الوصف وهو من المعاصي إجماعا - هو مما يكاد يجمع عليه العلماء ؟ ! على حد تعبيره . وليخبرنا أيضا هل أن تنزيه الأنبياء عن نكثهم بالعهد هو " اتجاه يضعفه المفسرون الشيعة ومنهم العلامة الطباطبائي ( قده ) في ميزانه " كما يدّعي ؟ ! .
[1] خلفيات ج 1 ص 101 . [2] خلفيات ج 1 ص 101 . [3] خلفيات ج 1 ص 98 .