ب - التحريف الثاني : رأي الشيخ الطوسي ( قده ) : ويستشهد " الكاتب " بقول الشيخ الطوسي ( قده ) الذي ينقل عنه في تبيانه " ثلاث معاني للنسيان أحدهما : " بما غفلت من النسيان الذي هو ضد الذكر " [1] . وهذا منه غريب وعجيب ولا يخلو من طرافة ؛ حيث يبدو أنه يريد أن يقنعنا بأن الشيخ الطوسي يلتزم بكل ما نقله من معان للنسيان . . وهذا مما لم يسبقه إليه أحد لا من الأولين ولا من الآخرين . . ولا يخفى أن قول الطوسي ( قده ) : " وقيل في معنى النسيان ثلاثة معان . . " لا يعني أنه يلتزم بها معا . كيف وأحد هذه الأقوال بمعنى الغفلة التي هي ضد الذكر الأمر الذي يتنافى مع معنى الترك الذي لا يتم إلا مع الالتفات . اللهم إلا أن يقول " الكاتب " إنه إنما أورد كلام الطوسي ليشير إلى أن أحد معاني النسيان هو الغفلة ؟ ! ! ! . فإن كان كذلك ، فلا يخلو الأمر من طرافة أيضا حيث لا أحد يناقش في أن أحد معاني النسيان هو الغفلة إنما النقاش حول معنى النسيان الوارد في الآية . . ثم أن السياق لا يؤيد ذلك حيث أورد ذلك في مقام الإستدلال بآراء العلماء المؤيدة لما يذهب إليه صاحب من وحي القرآن وسيأتي تفصيل ذلك . وإن قيل إن ذكر الطوسي للمعاني الثلاثة دون ترجيح أحدها على الآخر إنما يستفاد منه عدم اختيار الطوسي لأي منها . قلنا : الكلام حول ذلك يحتاج إلى تفصيل : 1 - إن كان الأمر كذلك فلماذا جعل " الكاتب " الشيخ الطوسي ( قده ) في زمرة من يؤيد مقولة النسيان بمعنى الغفلة حيث يقول بعد استعراض رأي الطوسي ( قده ) وجملة من العلماء :