1 - ترى إذا وصل شخص ما إلى مراتب حساسة ، وكان يعيش في ظروف حساسة تفرض المحافظة على وحدة الصف ، فإلى أي مدى يمكن له أن يمرّر مشروعه في زرع بذور التشكيك وتغيير معالم المذهب ؟ ! 2 - هل تضيق الساحة بالفعل ، مهما كانت ظروفها دقيقة ، عن حوار بنّاء ؟ 3 - ولماذا يصوّر نقد الفكرة على أنه نقد شخص ؟ فهل ثمة عجز عن التفريق بين الذاتية والموضوعية ؟ 4 - ولماذا تتسع الساحة لذلك " البعض " ليطرح أفكاره وتشكيكاته وهواجسه المعرفية ، ولا تتسع للآخرين ، ممن يريدون الحوار والنقاش لا العراك والصراع ؟ ! 5 - ولماذا النقد يواجه دائما بالاتهام ، فذلك معقّد ، وآخر طامع ، وثالث جاهل ، ورابع موتور ، وخامس عميل ، وسادس مستغفل إلخ . . ؟ ! ! بهذه الطريقة تم إخماد وقمع تلك المحاولات النقدية ، ولعل نجاح " البعض " في قمعها بسرعة ، يعود إلى أن الذين تصدّوا لنقده لم يكونوا من المعروفين ، الأمر الذي يسّر مهمة إخماد حركتهم في مهدها . على أن ثمة عاملا جديدا سيدخل فيما بعد ليؤثر على المعادلة ، ويصبح مادة جديدة للاتهام ، وهي إعلان ذلك " البعض " بعد فترة مرجعيته ، وبالتالي فإن ربط أي نقد له بخلافات مرجعية ستصبح تهمة جاهزة . ومهما يكن من أمر ، فرغم أن محصلة المحاولات تلك كانت مرعبة ، إلا أنها أوضحت بشكل لا لبس فيه ، أن من يحاول لاحقا الدخول في معترك النقد لا بد وأن يتمتع بمواصفات غير عادية ؛ لأنه سيتعرّض لشتى أنواع التهم . إذن ، لا بد من شخص غير عادي لمهمة غير عادية ، ولا بد من اسم لامع تتوفر فيه جملة من الشروط التي تجعل من مفردات " قاموس الحوار الحديث " غير ذات جدوى : ونقصد بهذه المفردات تلك التي أشرنا إليها قبل قليل . وهذه الشروط هي : 1 - غير طامع في مرجعية ولا ساع لها ، أو إلى غيرها من مواقع .