2 - إن " الكاتب " نفسه نقل رواية الإمام الرضا ( ع ) وتعليق العلامة الطباطبائي عليها ! . وملخص هذه الرواية كما جاءت في العيون وذكرها البحراني في البرهان أن المأمون سأل الإمام الرضا ( ع ) عن مسائل تتعلق بعصمة الأنبياء وكان مما سأله : الآيات المتعلقة بإبراهيم ( ع ) فقال الإمام ( ع ) : " إن إبراهيم ( ع ) وقع إلى ثلاثة أصناف ، صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ، وصنف يعبد الشمس وذلك حينما خرج من السرب الذي أخفي فيه ، فلما جن عليه الليل رأى الزهرة قال هذا ربي على الإنكار والاستخبار فلما أفل الكوكب قال : لا أحب الآفلين . . فلما رأى القمر بازغا قال : هذا ربي على الإستنكار والإستخبار . . فلما أصبح رأى الشمس بازغة قال : هذا ربي هذا أكبر . . على الإنكار والإستخبار لا على الإخبار والإقرار . . " [1] . فكيف يوفق ، هذا " الكاتب " ، بين ذكره للرواية من جهة ، والادعاء بأن رأي العلامة المحقق من أضعف الآراء ؟ ! لا سيما أن هذه الرواية تؤيد ما ذهب إليه العلامة المحقق أيده الله وهي مروية عن أهل البيت ( ع ) مع أن " الكاتب " ، ادعى زورا ، تأييد رواياتهم للاتجاه الآخر الذي استوجهه صاحبه وإن لم يختره ؟ ! ! . والأمر الذي لم نوفق لفهمه هو سبب إختيار " صاحبه " لما يخالف ما دلت عليه روايات أهل البيت عليهم السلام ولعل غيرنا يوفق لذلك . . وهل يريد أن يقول لنا أن تفسير الإمام الرضا ( ع ) هو من أضعف الآراء ، وأن قوله لا ينسجم مع ظواهر الآيات ؟ ! ! . وهل قال العلامة الطباطبائي ( قدس سره ) هذا القول أم أنه قال : بأن هذا التفسير من الأئمة عليهم السلام لا ينافي صحة غيره من الوجوه ، إذ ليس بالضرورة أن يكونوا ( ع ) في وارد إعطاء جميع وجوه الآية .
[1] راجع تفسير البرهان ج 1 ص 513 والميزان ج 7 ص 205 .