< فهرس الموضوعات > رموز الوقت الضائع < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الحوار القمعي < / فهرس الموضوعات > المتخصصة والمتمرسة في جوانب الموضوع ، والتي لها باع طويل في مجالات البحث والتنقيب والتحليل ، وكذلك التوجه الجاد والسليم ، والتجرد عن الغايات والأهواء ، شرط أساسي في تدعيم وتطوير عملية البحث نفسها . فالكفاءة إذن ، هي المحك العلمي والعملي في تمييز من هو جدير بأن يكون في مستوى التعاطي مع القضايا الفكرية الكبيرة ، ممن هو طارئ عليها ، يناوشها من بعيد ، ولا يجرؤ على اقتحامها كي لا تفضحه ، ولا يليق به ، والحال هذه ، أن يبقى مكتوف الأيدي أمامها ، باعتباره رمزا كبيرا في المعادلة القائمة على الساحة الفكرية والثقافية . رموز الوقت الضائع انعزال عن البحوث العلمية الجادة ، ثقافة فردية آحادية ، انبهار بالغرب والحداثة ومنجزاتها ، عودة مبكرة من عاصمة العلم ومعقله إلى الإقامة في ساحة متواضعة علميا . عناصر اجتمعت في شخص . ظروف تاريخية مؤاتية استطاع الاستفادة منها إلى أقصى الحدود . إنحدار من عائلة دينية ، خطاب ثوري ، محمل حسن . ظروف أضيفت لسابقاتها عزّزت موقعه ، وجعلته بمنأى عن المراقبة والمسائلة والمتابعة لنتاجه الفكري . . وإذا أضيفت إلى كل هذه الظروف ، أوضاع سياسية وأمنية حساسة ومعقدة ، فلا شك أن القضية ستتعقد أكثر ، لكنها في نفس الوقت تصبح واضحة ومفهومة أكثر ، فنعرف من خلالها الأسباب والدوافع والدواعي التي جعلت هذا المشروع وتلك المقولات بمنأى عن القراءة والنقد . الحوار القمعي ورغم عدم اطلاع أغلب العلماء والمفكرين والمثقفين والهيئات العلمية والثقافية ، على طبيعة الأفكار التي كان يطرحها البعض ، إلا أنه قد يمكن القول بأن ثمة فئة منها كانت على علم بها ، ولعل كل تلك الظروف هي التي شكلت