ألم ينقل " الكاتب " كلام الشيخ الطوسي في تبيانه : " فالإباق الفرار فالآبق الفارّ إلى حيث لا يهتدي إليه طالبه يقال : أبق العبد يأبق إباقا فهو آبق إذا فرّ من مولاه " [1] فلاحظ تعريفه : " الإباق الفرار " ، ولاحظ قوله : " الآبق الفار " ولاحظ قوله : " إلى حيث لا يهتدي إليه طالبه " وطالبه ليس بالضرورة أن يكون ربه ، إذ ربما كان مولاه وربما كان غيره من البشر . ولاحظ أيضا عندما قال : " يقال : أبق العبد إذا فرّ من مولاه " حيث عبر ( رحمه الله ) بقوله : " يقال أبق العبد " فجعل كلمة العبد قرينة على أن الهروب كان من المولى . ونسأل " الكاتب " بعدما مرّ : هل يكفي ما أوردناه من شواهد وأدلة على رد مقولة صاحب " من وحي القرآن " أم أنه يريد المزيد ؟ الأمر الذي لا نرغب فيه لسبب وجيه وهو أننا لا نريد أكثر من التنبيه على زيف هذه الدعوى وزيف الكثير من أخواتها مما سيأتي وخير الكلام ما قل ودل . . ولكن نخشى أن لا يفي هذا القليل بالدلالة لسبب وجيه آخر أيضا وهو أن القضايا التي نطرحها من البديهيات ورغم ذلك فإن " الكاتب " لا يتعقلها على بداهتها مما يعني أننا أمام حالة نفسية لا يمكن معالجتها بما قل ودل أو بجرعة واحدة من الشواهد والأدلة والبراهين . وحرصا منا على كمال الإيضاح نضيف إلى ما تقدم فنقول : إن " الكاتب " حذف من كلام الطوسي ( قده ) قوله : " يقال : أبق العبد يأبق إباقا إذا فرّ من مولاه . والآبق والهارب والفار واحد " [2] .
[1] التبيان ، ج 8 ، ص 484 . ومراجعات في عصمة الأنبياء ص 96 . [2] التبيان ج 8 ص 484 ومراجعات في عصمة الأنبياء ص 96 .