في المعنى اللغوي للإباق أما فيما يتعلق بالمعنى اللغوي لكلمة : " أبق " فقد ظهر " الكاتب " بحالة يرثى لها ، وهو ما فتئ يطعن بنبي الله يونس ( ع ) طعنة تلو طعنة ، ويحاول بكل ما أوتي من قوة ، أن يتلاعب بمعنى الإباق ، لا لشيء إلا لإثبات دعوى ما أنزل الله بها من سلطان ألا وهي : أن يونس إنما هرب من ربه ! ! ! . لذلك تراه بعد أن استعرض كلام بعض أعلام اللغة يقول ويردد مرة تلو الأخرى : " أسألكم يا سماحة السيد ( أي العلامة المحقق ) : ممن ذهب العبد وهرب ؟ وبلا كد عمل من قبل من ؟ ألم يكن ذهابه وهروبه من سيده ، وبلا كد عمل من سيده كذلك ؟ . إن قول صاحب محيط المحيط : " ذهب " أي : ذهب العبد من سيده قطعا . . ( بلا خوف ولا كد عمل ) أي بلا خوف ولا كد عمل من سيده ويعني ذلك أنه هرب من دون مبرر ، ومن دون عذر . . فهو إذن متمرد في ذهابه وفراره ، ولئن لم يذكر صاحب ( محيط المحيط ) أو غيره عبارة : " من سيده " فذلك لبداهة الأمر ووضوحه " [1] . وقد استعجب هذا " الكاتب " من تفسير العلامة المحقق لمعنى الإباق : بأنه ليس فيه أن هروبه لا بد أن يكون من مولاه ، وعلى صفة التمرد ، والخروج من زي العبودية ، وهو والله قول الحق لمن ألقى السمع وهو شهيد . . إذ من الواضح أن كلمة " أبق " تعني هرب وفر ، وليس فيها بحد ذاتها من الناحية اللغوية أن هروبه كان من مولاه ، وعلى صفة التمرد أو الخروج عن زي العبودية ، ولا يمكن حملها على هذا المعنى إلا بقرينة . فإذا قيل : أبق العبد كان وجود كلمة العبد قرينة على أن المراد هو : الهرب من سيده ، لأن إباق العبد لا يكون إلا من مولاه .