النص الثالث : " ويمكن أن يكون . . واردا مورد التمثيل ، أي كان ذهابه هذا ومفارقته قومه ذهاب من كان مغاضبا لمولاه ، وهو يظن أن مولاه لن يقدر عليه ، وهو يفوته بالابتعاد عنه فلا يقوى على سياسته " [1] . هذه ثلاثة نصوص نقلها " الكاتب " في محاولة منه لإثبات دعواه : أن الهروب كان من ربه ، وأن المغاضبة كانت بينه وبين ربه . . وفيما يلي ، ستعلم أخي القارئ حقيقة رأي العلامة الطباطبائي ( قده ) وكيف أن " الكاتب " عبث بالنصوص : أ - يقول العلامة الطباطبائي : " وذهب لوجهه على ما به من الغضب والسخط عليهم ، فكان ظاهر حاله حال من يأبق من ربه مغاضبا عليه . . " فلاحظ قوله : " . . على ما به من الغضب والسخط عليهم . . " ( 2 ) . ب - ويقول أيضا : " ويمكن أن يكون . . " أي يحتمل ذلك ولا يجزم به . ج - إن تعبيره ( قده ) بعبارات مثل : " وكان ممثلا بإباق العبد من خدمة مولاه " و " فكان ظاهر حاله حال من يأبق من ربه " . و " واردا مورد التمثيل " هذه التعابير لا تحتاج إلى كثير عناء لمعرفة المراد والمقصود منها ، إذ أنها صريحة في دلالات ألفاظها ومعانيها . فكيف خفي الأمر على هذا " الكاتب " ؟ ! ! . ألا يرى أن هذه العبارات إنما يقصد بها التمثيل والتشبيه ؟ !
[1] الميزان ج 14 ص 315 ، وراجع مراجعات في عصمة الأنبياء ص 95 . ( 1 ) الميزان ج 17 ص 166 .