2 - إن مقولة التأنيب والتوبيخ ، وإن ذكرها صاحب " من وحي القرآن " كسؤال على لسان المتسائل ، لكنه لم ينفها في إجابته ، كما زعم " الكاتب " ، بل على العكس تماما ، فهو قد أكدها وإن حاول توجيهها في إجابته على سؤال المتسائل ، فصاحب " من وحي القرآن " بعد أن اعتبر أن الرد الإلهي كان : " منسجما مع ما أراده الله له ( أي لنوح ( ع ) ) من العصمة كأسلوب من أساليب التربية التي يربّي الله بها أنبياءه ليمنع عنهم الانحراف العاطفي " أكد مقولة التوبيخ والتأنيب حيث اعتبر أن هذه الشدة في الخطاب الرباني إلى نوح ( ع ) : " لونا من ألوان التأكيد على ذلك . . " [1] . وبعبارة أخرى وفق رأي " السيد " ، أن الشدة في الخطاب الإلهي ( التوبيخ والتأنيب ) إلى نوح ( ع ) هي أسلوب من أساليب التربية التي يربّي الله بها أنبياءه ليمنع عنهم الانحراف العاطفي " . فليخبرنا " الكاتب " بعدما مرّ هل هذا الكلام تأكيد لمقولة " التوبيخ والتأنيب " أم نفي لها ؟ ! وبعد ذلك كله ، يأتي " الكاتب " لينكر نسبة هذه المقولة إلى صاحب " من وحي القرآن " ، بل الأنكى من ذلك أنه يعتبره " قد أجاب عن الإشكال بأروع جواب " ! ! ! مخالفة إجماع المفسرين : وفي وقفته القصيرة التي سجلها على مقولات " السيد " ذكر العلامة المحقق بأنه : " ليس ثمة دليل ملموس يدل على أن نوحا صلوات الله وسلامه عليه كان يعلم بكفر ولده ، فلعله كان قد أخفى كفره عن أبيه ، فكان من الطبيعي أن يتوقع عليه السلام نجاة ذلك الولد الذي كان مؤمنا في ظاهر الأمر ، وذلك لأنه مشمول بالوعد الإلهي ، فكان أن سأل الله سبحانه أن يهديه للحق ، ويعرفه واقع الأمور ، فأعلمه الله سبحانه بأن ولده لم يكن من أهله المؤمنين ، وأنه من