" وعنّف بأخيه وخليفته على قومه إذ أجراه مجرى نفسه إذا غضب في القبض على شعر رأسه ووجهه " [1] . ولا أخفي أنني عندما قرأت هذه التهافتات والتناقضات العجيبة ذكرت قول الله تعالى : ( فمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ، أم من أسّس بنيانه على شفا جرف هارٍ ، فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) [2] . ثاني عشر : اللغة التحريضية : ذكر : الكاتب " أن العلامة المحقق تحدّث عن مخاطر ومحاذير ثلاث ينبغي الالتفات إليها في معالجة الآيات المذكورة : " أولا : " إنّ مخالفة هارون لموسى ( ع ) الذي هو إمام هارون ، إنما يعني التأسيس لتجويز مخالفة كل مأموم لإمامه ، وتبرير خروجه عليه " . ثانيا : إن الاختلاف في الرأي هنا يستبطن وجود مخطئ ومصيب ، فبأيهما تكون الأسوة والقدرة للناس ، والحالة هذه ؟ ! ! . ثالثا : إنه إذا كان إختلاف الرأي يرتبط بالدعوة وأسلوبها ، فذلك يعني أن هذا النبي يجهل تكليفه ، فكيف يمكنه تبليغه للناس وإعلامهم به ؟ ! ! إلا يلزم من ذلك تبليغ حكم خاطئ لا واقع له " ! ! " [3] . ثم علق " الكاتب " على هذه المحاذير بطريقة تحريضية قائلا : " ومع الأسف الشديد فإن مفسرّين قدماء ومعاصرين أمثال الطوسي ( قده ) ، والطباطبائي ( قده ) لم " يتفطنوا " إلى هذه المحاذير من الخطيرة التي ذكرتموها " .
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 226 . [2] سورة التوبة ، آية 109 . [3] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 222 .