وأضاف : " وكما أن صاحب تفسير " الكاشف " العلامة مغنية العاملي لم " يتفطن " هو الآخر إلى المحاذير الثلاثة التي ذكرتموها " . ثم استعرض رأي العلامة مكارم الشيرازي واضعا له في سياق مؤيِّد كما يزعم [1] . على أن هذه اللغة التحريضية لن تنفع في جعل الحق باطلاُ والباطل حقا مهما جاهد " الكاتب " في ذلك . ومهما يكن من أمر ، فإننا يمكن أن نبدي ملاحظات عدة : 1 - فيما يتعلق برأي العلامة الطبرسي ( قده ) قد تقدم الحديث عنه وعن تحريف " الكاتب " له . 2 - وكذلك الحال بالنسبة لرأي صاحب تفسير الأمثل . 3 - إن هذه المحاذير والمخاطر هي التي دفعت بالصدوق ( قده ) والمفيد ( قده ) والمرتضى ( قده ) والطوسي ( قده ) والطبرسي ( قده ) والمجلسي ( قده ) وابن أبي جامع العاملي ( قده ) والشيرازي والسبحاني وغيرهم لأن يذهبوا إلى ما ذهبوا إليه من آراء باتت واضحة وقد استعرضناها فلا نعيد . 4 - أوليست هذه المحاذير هي التي دفعت بالشريف المرتضى ( قده ) ليذهب إلى ما ذهب إليه مما تقدم ؟ ! ! وإلا فما الفرق بين هذه المحاذير وبين ما صاغه الشريف المرتضى ( قده ) في سؤاله عندما قال : " أوليس ظاهر الآية يدل على أن هارون عليه السلام أحدث ما أوجب إيقاع ذلك الفعل منه ؟ وبعد ، فما الاعتذار لموسى ( ع ) من ذلك وهو فعل السخفاء والمتسرّعين وليس من عادة الحكماء والمتماسكين " [2] . ثم أجاب الشريف المرتضى ( قده ) عن هذه التساؤلات ( المخاطر والمحاذير ) بما كنا قد ذكرناه من كلامه تحت عنوان : " وأن يفضح فافتضح " .
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 222 و 223 . [2] تنزيه الأنبياء ، ص 116 .