ولو أردنا تتبع أقوال المفسرين الذين نزّهوا موسى ( ع ) عن أن يكون قد أخذ برأس أخيه غضبا عليه لأنه اعتبره مسؤولا عما حدث ، كما ذهب إلى ذلك صاحب " من وحي القرآن " الذي يدافع عنه هذا " الكاتب " لسطرنا عشرات الأسماء إن لم نقل المئات ممن ذهبوا إلى خلاف ذلك واستبعدوه ، تنزيها لنبي الله موسى ( ع ) . . ومن لم يكفه الصدوق ( قده ) والمفيد ( قده ) وابن أبي جامع العاملي ( قده ) والمجلسي ( قده ) . . لن يكفيه المئات ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا . . وبعد ذلك كله يأتي هذا " الكاتب " " المدعي " ليقول : إن " السيد " لم يأت ببدع من القول ، ولا بشيء جديد ، وإن ما قاله قد سبقه إليه أعلام التفسير ! ! ! ! فتبارك الله أحسن الخالقين ! ! ! ! . ثامنا : تحريف سافر لرأي الشيرازي : ولا ينقضي عجبي من جرأة هذا " الكاتب " المزدوجة : جرأته على تحريف رأي العلامة ناصر مكارم الشيرازي ، وجرأته على الادعاء بأن ما ذهب إليه العلامة المحقق رأي قديم للمفيد ( قده ) ! ! . ففضلا عن أننا قد بيّنا أن هذا الرأي " القديم " - على حد تعبيره - قد ذهب إليه الصدوق ( قده ) والمجلسي ( قده ) أيضا من المتقدمين ، والشيخ السبحاني من المعاصرين ، فإن جرأته على تحريف رأي العلامة الشيرازي تزداد خطورة ، مع علمه بأن صاحب الأمثل يذهب إلى عين ما ذهب إليه العلامة المحقق تبعا للصدوق ( قده ) والمجلسي ( قده ) ، فقد ذهب هذا " الكاتب " إلى أبعد الحدود حيث قام بالعبث بكلام العلامة الشيرازي فقطعه تقطيعا ومزقه تمزيقا - كما يحلو له أن يعبر - ، فلم يعد هناك أثر لظهور أو سياق ، حيث أنه قد حرّفه عن مقصد كاتبه 180 درجة . والأنكى من ذلك كله : أنه يرمي الآخرين ويتهمهم بذلك ، حتى إذا صدقته فوجئت ببراءة الآخرين منه وابتلائه هو بما رماهم به ، فهو ، كما قال الشاعر : " رمتني بدائها وانسلت " .