فليعد القارئ الكريم إلى ما دوّنه " الكاتب " عن رأي صاحب " الأمثل " [1] ليرى ماذا فعلت يدا " هذا الكاتب " غير الأمينة حيث ذكر قول الشيرازي الذي يقول فيه : إن ما فعله موسى ( ع ) كان : " وسيلة مؤثّرة لهزّ عقول بني إسرائيل الغافية ، وإلفاتهم إلى قبح أعمالهم " [2] . لكنه لم يكمل النص الذي يقول فيه : " . . وبناء على هذا إذا كان إلقاء ألواح التوراة في هذا الموقف قبحا ( فرضا ) وكان الهجوم على أخيه لا يبدو عملا صحيحا في النظر ، ولكن مع ملاحظة الحقيقة ، وهي أنه من دون إظهار هذا الموقف الإنزعاجي الشديد لم يكن من الممكن إلفات نظر بني إسرائيل إلى أهمية وعمق خطئهم . . " [3] . وعليه نسأل " الكاتب " من الذي يقطع النصوص تقطيعا ويمزقها تمزيقا ؟ ! ! . وما هو الفارق بين كلام العلامة الشيرازي عن إلفات نظر بني إسرائيل إلى أهمية وعمق خطئهم أو قبح أعمالهم ، وبين كلام العلامة المحقق عن إظهار خطورة موقفهم ؟ ! . على أن التضليل الأخطر هو تجاهل هذا " الكاتب " لرأي العلامة الشيرازي الذي ورد في تفسير سورة " طه " وإن كان ما تقدم كافٍ خاصة أنه نقل عنه من هناك بعض العبارات ، مع أنه هو نفسه الذي يطلب من الآخرين مراجعة كل أجزاء " من وحي القرآن " للوقوف على رأي صاحبه عند كل مسألة ! ! بل مراجعة كل كتبه ! ! إذ لعله بيّن مراده في مكان آخر ما ، وإن أخّر البيان عن موضع الحاجة ! ! ! . والنص الذي تجاهله " الكاتب " لغاية لم تعد خافية صريح كل الصراحة ، وواضح كل الوضوح ، ويحدد تماما رأي العلامة الشيرازي من هذه القضية ، وهو
[1] راجع مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 223 و 224 و 228 . [2] الأمثل ، ج 5 ، ص 210 ، وكذلك مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 228 . [3] الأمثل ، ج 5 ، ص 120 .