نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 44
أفلح من زكيها * وقد خاب من دسيها ) * ( الشمس 91 : 7 - 10 ) . والثاني عشر : أن التغيير الذي يحدثه الله تعالى في حياة الناس والأمم من إغناء وإثراء أو إهلاك أو استدراج أو عذاب أو مكر إنما هو نتيجة أعمالهم . وليس يصح ذلك إلا إذا كان الانسان يتمتع بكامل حريته : يقول تعالى : * ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) * ( الرعد 13 : 11 ) . * ( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) * ( الأنفال 8 : 53 ) . والثالث عشر : أن الله تعالى يعطي عباده من الدنيا والآخرة بعض أو كلما يطلبون بأعمالهم كما يريد سبحانه . وإذا كان العطاء من الله تعالى وبإرادته ومشيئته فإن الطلب من الانسان . والعطاء من الله إجابة لطلب الانسان . ولا معنى لكل ذلك إلا إذا كان الانسان حرا مختارا فيما يطلب : * ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا * كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ) * ( الإسراء 17 : 18 - 20 ) . والرابع عشر : إن الله تعالى لا يظلم عباده وإنما الناس هم الذين يظلمون أنفسهم : والآيات التي تشير إلى هذه الحقيقة تقرب من ثمانين آية في كتاب الله . وهذه الآيات جميعا تقرر بوضوح مبدأ الاختيار في الانسان . فإن معاقبة العبد بأشد العقاب والعذاب على شئ لا إرادة له
44
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 44