نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 10
والنصوص الدينية قدمت إجابات ، بعضها جاء محددا واضحا ( محكما ) وبعضها جاء من قبيل ( المتشابه ) حثا للإنسان ، لكي يفكر ويتأمل ويحصل على قناعة وجدانية ، شريطة أن لا تتعارض مع ما هو ( محكم ) لا يقبل التأويل . وأدلى ( أهل الكلام ) والمهتمون بالعقائد بوجهات نظرهم ، فبعضهم استند إلى ظواهر بعض النصوص ، وأفاد من الدرس الفلسفي ومن المنطق الشكلي ، فذهب إلى القول بالجبر . فالانسان - في نظره - كريشة في مهب الريح ، ليس له إرادة ولا قدرة ولا اختيار في الفعل أو الترك ف * ( الله خالق كل شئ ) * . وبعضهم حاول تلطيف هذه الفكرة وجعلها أكثر قبولا بابتداع نظرية الكسب . فالانسان يكسب الفعل ، والله هو الخالق * ( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) * مع الاختلاف الشاسع في تفسير عملية الكسب ! وذهب قوم إلى حرية الإرادة والاختيار على نحو يشبه الاستقلالية في الفعل أو الترك * ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) * . وتميزت مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) بالقول الوسط المعتدل بين هذه الآراء - التي اتجهت إما إلى أقصى اليمين ( نظرية الجبر ) ، أو إلى أقصى اليسار ( الاختيار المطلق = التفويض ) - واشتهرت كلمتهم ى لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين ي في هذه المسألة الشائكة . وشرح أتباع مدرسة أهل البيت هذا الأثر ، وتوسعوا فيه وبرهنوا على صحته ، مستفيدين بذلك من النصوص الدينية قرآنا وسنة ، ومن تطور الدرس الفلسفي والمعطيات العلمية للحالة الإدراكية والشعورية للإنسان .
10
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 10