نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 88
كيف السبيل إلى إيجادها ، ولتحيرت عقولها في علم ذلك وتاهت وعجزت قواها وتناهت ، ورجعت خاسئة حسيرة ، عارفة بأنها مقهورة ، مقرة بالعجز عن إنشائها ، مذعنة بالضعف عن إفنائها " . ( 1 ) يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق 8 بشأن خلقة هذا الحيوان الصغير : " إنما ضرب الله المثل بالبعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين ، فأراد الله سبحانه أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه وعجيب صنعته " . ( 2 ) إلى هنا تم تفسير مفردات الآية ، وأما تفسير الآية برمتها فقد نقل المفسرون في سبب نزولها وجهين . الأول : أن الله تعالى لما ضرب المثلين قبل هذه الآية للمنافقين ، أعني قوله : ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) وقوله : ( أو كصيب من السماء ) قال المنافقون : الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . الثاني : أنه سبحانه لما ضرب المثل بالذباب والعنكبوت تكلم فيه قوم من المشركين وعابوا ذكره ، فأنزل الله هذه الآية . ( 3 ) ولا يخفى ضعف الوجه الأول ، فإن المنافقين لم ينكروا ضرب المثل ، وإنما أنكروا المثلين اللذين مثل بهما سبحانه حال المنافقين ، وعند ذلك لا يكون التمثيل بالبعوضة جوابا لرد استنكارهم ، لأنهم أنكروا المثلين اللذين وردا