نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160
8 . إن في تشبيه الحق بالماء والباطل بالزبد إشارة لطيفة إلى أن الباطل كالزبد ، فكما أنه ينعقد في الماء الذي له هيجان واضطراب والذي لا يجري على منوال هادي ، فهكذا الباطل إنما يظهر في الأوضاع المضطربة التي لا يسودها أي نظام أو قانون . 9 . إن حركة الباطل وإن كانت موقتة إنما هي في ظل حركة الحق ونفوذه في القلوب ، فالباطل يركب أمواج الحق بغية الوصول إلى أهدافه ، كما أن الزبد يركب أمواج الماء ليحتفظ بوجوده . 10 . إن الباطل بما أنه ليس له حظ في الحقيقة ، فلو خلص من الحقيقة فليس بإمكانه أن يظهر نفسه ، ولو في فترة قصيرة ، ولكنه يتوسم من خلال مزجه بالحق حتى يمكن له الظهور في المجتمع ، ولذلك فالزبد يتكون من أجزاء مائية ، فلو خلص منها لبطل ، فهكذا الباطل في الآراء والعقائد . قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : " فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين ، ولو أن الحق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ، ومن هذا ضغث فيمزجان ، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى " . ( 1 ) x x x ثم إن بعض من كتب في أمثال القرآن جعل قوله سبحانه : ( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا
1 - نهج البلاغة ، الخطبة 49 .
160
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160