responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 159


كعرش الرحمن ونفس أخرى من الضيق بمكان يقول سبحانه : ( ولقد خلقكم أطوارا ) .
وفي الحديث النبوي : " الناس معادن كمعادن الذهب والفضة " . ( 1 ) وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لكميل : " إن هذه القلوب أوعية وخيرها أوعاها " . ( 2 ) فالمعارف الإلهية كالسيل المتدفق والقلوب كالأودية المختلفة .
ويمكن أن يكون قوله ( بقدرها ) إشارة إلى نكتة أخرى ، وهي أن الماء المتدفق هو ماء الحياة الذي ينبت به الزرع والأشجار المثمرة في الأراضي الخصبة . دون الأراضي السبخة التي لا ينبت فيها إلا الأشواك .
5 . إن الماء يمكث في الأرض وينفذ في أعماقها ويبقى عبر القرون حتى ينتفع به الناس من خلال استخراجه ، فهكذا الحق فهو ثابت لا يزول ، ودائم لا يضمحل ، على طرف النقيض من الباطل ، فللحق دولة وللباطل جولة .
6 . إن الباطل ينجلي بأشكال مختلفة ، كما أن الزبد يطفو فوق الماء والمعدن المذاب بأنحاء مختلفة ، فالحق واحد وله وجه واحد ، أما الباطل فله وجوه مختلفة حسب بعده من الحق وتضاده معه .
7 . إن الباطل في وجوده رهن وجود الحق ، فلولا الماء لما كان هناك زبد ، فالآراء والعقائد الباطلة تستمد مقوماتها من العقائد الحقة من خلال إيجاد تحريف في أركانها وتزييفها ، فلو لم يكن للحق دولة لما كان للباطل جولة ، وإليه يشير سبحانه :
( فاحتمل السيل زبدا رابيا ) .


1 - بحار الأنوار : 4 / 405 . 2 - نهج البلاغة : قسم الحكم ، برقم 127 .

159

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست