ومنها : قوله : صلى الله عليه وآله : " علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " [1] فإنه يفيد ثلاثة أمور : أحدها : معنى العصمة ، وهو عدم التخطي عن القرآن . والثاني : اشتراط هذا المعنى في الإمام . والثالث : وجوده في علي عليه السلام . ومنها : قوله صلى الله عليه وآله " علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار " [2] فإنه كسابقه في إفادة الأمور المذكورة . طريق تعيين الإمام قوله ( 351 ) : ( وتثبت أيضا ببيعة أهل الحل والعقد خلافا للشيعة ) . أقول : مذهب أصحابنا الاثني عشرية عدم الثبوت بذلك ، وذلك لأنه قد عرفت أن عمدة الشروط المعتبرة في " الإمامة " هي " العصمة " و " الأعلمية " ، ولما كانت " العصمة " من الأمور الباطنة التي لا يعلمها إلا الله ورسوله ، فلا بد من النص الكاشف عنها منهما أو المعجز القائم مقام النص ، ولذا كان نصب الإمام واجبا على الله سبحانه ، ولم يفرض إلى الناس . وأما " الأعلمية " فكذلك ، ولو فرض أن يمكن لبعض الناس الاطلاع عليها فإن الاختلاف بينهم في تعيين الواجد لها غير مأمون ، وفي ذلك نقض
[1] المستدرك 3 / 124 وتلخيصه للذهبي ، وقد صححه كلاهما . [2] هذا الحديث بهذا اللفظ ونحوه في سنن الترمذي 2 / 298 والمستدرك 3 / 124 وقال : هو صحيح على شرط مسلم ، وفي غيرهما .